الصحافة _ سعيد بلخريبشيا
وقع ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج يوم الخميس المنصرم، على دورية وزارية بشأن ما اعتبرها واجبات ومسؤوليات موظفي وأعوان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة القاطنين بالخارج بخصوص الدعوات الموجهة إليهم من طرف البعثات الدبلوماسيات والمنظمات الدولية والجمعيات الوطنية والأجنبية، إذ صنع لهم “غرفة 101″، وخاطبهم قائلا: “لا تتحركوا لا تتكلموا لا تكتبوا لا تتواصلوا مع الجمعيات المغربية إلا بعد وضع طلب كتابي وانتظار الإذن ولو كان احتفالا بعيد العرش.. لا تتحدثوا لا في السياسة الخارجية ولا الداخلية..”.
وإنطلاقا من “دورية بوريطة” أضحى ينطبق على موظفي وأعوان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة القاطنين بالخارج، وخاصة العاملين بالقنصليات والسفارات المغربية، الآية القرآنية “صم بكم عمي فهم لا يعقلون”.
ولعل سبب “دورية بوريطة” هاته التي أثارت جدلا واسعا في صفوف دبلوماسي القنصليات والسفارات المغربية بالخارج، هو ارتفاع النقد بطريقة تدبير وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، للمرفق الديبلوماسي في الخارج مع ارتفاع نسبة تسريبات بعض الفضائح والاختلالات وارتفاع الأسئلة البرلمانية الموجهة إلى رئيس الدبلوماسية المغربية في هذا الجانب.
إنها قمة الرداءة في الأداء الديبلوماسي المغربي، كيف سيمارس الموظف الدبلوماسي الدفاع المغرب، والتعرف على مشاكل المغاربة في الخارج إذا مُنع من مجالسة الجمعيات إلا بعد اذن كتابي بيروقراطي تسلسلي بطيء واذا لم يحضر في أنشطة الخصوم للإطلاع والاقناع. أم أن ناصر بوريطة منذ كان كاتبا عاما لوزارة الشؤون الخارجية ثم رئيسا للجهاز الدبلوماسي لم يعمل على تكوين دبلوماسيين يمكن الاعتماد عليهم بدون توجيههم بشكل يومي ويفهمون ماذا يجب عليهم فعله بدون إصدار دوريات مهينة ومذلة.
فناصر بوريطة يذكرنا بسياسة الراحل ادريس البصري مع موظفي الداخلية، وحتى مع بعض موظفي قطاعات أخرى، والتي عنوانها إنتاج الصم البكم العميان، ولذلك أضحت دبلوماسيتنا الرسمية ضعيفة، حيث لا تعتمد على آلة منظمة، وإنما تعتمد على أشخاص تموت عندما يموتون.
ناصر بوريطة يقول لكم يا موظفي وأعوان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة القاطنين بالخارج: “اسمعوا وما تسمعوا كْلام الخير.. لا تنتشرو في أوساط الجالية.. أنا بوحدي مضوي الخارج.. كولوا واشربوا والبسوا الماركات وشريو السيارات بدون ضرائب من مال الدولة المغربية.. وشريو المنازل وتفسحوا مع راسكم وخليو عليكم لبلاد واخا تشوفوها تموت أنا قاد بشاغلي”. هذا في الوقت الذي توصي فيه الخارجية الجزائرية ديبلوماسيوها في الخارج بالانتشار السريع في أوساط الدول الأجنبية وفي أوساط الجاليات دفاعا عن الجزائر ومواقفها.