الصحافة _ كندا
يبدو أن العلاقة بين حزب الأصالة والمعاصرة ووزيره في التشغيل، يونس السكوري، وصلت إلى نقطة اللاعودة، بعدما اتضح أن هذا الأخير بات أقرب إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش منه إلى قيادته الحزبية.
فمع إطلاق الحكومة لخارطة طريق إنعاش التشغيل، وجد “البام” نفسه خارج الحسابات، في وقت تم فيه تمكين وزراء التجمع الوطني للأحرار من الصلاحيات الحاسمة في تنفيذ الخطة، بينما اقتصر دور يونس السكوري عضو المكتب السياسي لحزب “الجرار” وهو الوزير الوصيٌ على قطاع الشغل، على إعداد التقارير وتنفيذ ما تمليه رئاسة الحكومة.
حزب الأصالة والمعاصرة، الذي كان يعتزم تقييم هذه الخارطة في اجتماع لمكتبه السياسي مع وزيره الملكف بالإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات ، فوجئ بإلغاء اللقاء بسبب ما وعكة صحية ألمّت بالسكوري على حد قول الأخير، وهو ما أثار تكهنات حول تزامن ذلك مع إصدار منشور رئيس الحكومة، ما اعتبره البعض داخل “البام” محاولة لتهميشه في هذا الملف الاستراتيجي.
داخل المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، يُنظر إلى يونس السكوري على أنه خرج عن الخط الحزبي، إذ يرى عدد من قياديي التنظيم الحزبي أن الوزير لم يعد يُمثل الحزب فعليا داخل الحكومة، بل بات يؤدي دورًا يخدم أجندة التجمع الوطني للأحرار، الذي يسيطر على أغلب مفاصل خارطة التشغيل، خاصة فيما يتعلق بتوزيع الدعم والحوافز على الشركات، مما يمنح “الأحرار” ورقة انتخابية قوية قبيل استحقاقات 2026.
وبالرغم ترويج محاولات أن عزيز أخنوش تثبيت توازنات التحالف الحكومي عبر تعهدات بوقف التوترات داخل الأغلبية، إلا أن الواقع يكشف عن تصدع داخلي قد يتفاقم مع اقتراب موعد الانتخابات، خاصة إذا استمر حزب الأصالة والمعاصرة في الشعور بأنه مجرد شريك ثانوي في حكومة يقودها حليف يتجه لترسيخ نفوذه على حساب البقية.
