الصٌَحافة _ وكالات
يعد فيلم “الهتك” أول عمل سينمائي مصري، يروي قصة المعارضين عقب الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في البلاد الراحل محمد مرسي.
وعزل الجيش مرسي بالتزامن مع احتجاجات شعبية بعد عام واحد في الحكم (2012/2013)، في خطوة يعتبرها المؤيدون “ثورة شعبية”، بينما يصفها المعارضون بـ”الانقلاب العسكري”.
ومن المقرر أن يتم العرض الأول للفيلم في حفل خاص بإسطنبول، 16 يوليو/ تموز الحالي، بالتزامن مع ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا عام 2016.
ويحكي الفيلم قصة الإنسان المصري البسيط ومعاناته الكبيرة في ظل الثورة المضادة التي أطاحت بأول رئيس مدني منتخب بمصر، الراحل محمد مرسي، وما تبعها من أحداث مأساوية.
وتحمل أحداث الفيلم إحابة على سؤالين أساسيين، الأول، ما هي الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها الشعوب في حال نجاح الانقلابات العسكرية؟، والثاني، حول الأسباب التي دفعت الكثير من المصريين اللجوء إلى تركيا خلال السنوات القليلة الماضية.
ومخرج الفيلم وكاتبه محمد البحراوي والكثير من فريق العمل من المعتقلين السابقين في مصر.
وفي لقاء مع الأناضول، قال البحراوي، إنه قضى 3 سنوات كمعتقل سياسي في السجون عقب الإطاحة بمرسي.
وأضاف “بعد خروجي من السجن جئت إلى تركيا، ومنذ وصولي إلى إسطنبول قبل عام ونصف العام، كان لدي هدف واحد، هو إنجاز فيلم الهتك، والحمد لله نحن على بعد أيام قليلة فقط من عرضه”.
وتابع قائلا: “كانت الخطوات الأولى هي استكشاف بيئة العمل ووضع خطة لتنفيذ الفيلم، وبعد فترة وجيزة تعرفت فيها على تركيا وبيئة العمل ومجال الإنتاج السينمائي، واكتشفت أن تركيا بلد عظيم وإمكانيات الإنتاج السينمائي فيها متوفرة بقوة وبأحدث الوسائل والأدوات على جميع المستويات، سواء البشرية أو المعدات”.
ورشة لتدريب الممثلين
ولفت إلى أن عدم وجود ممثلين عرب في إسطنبول، وصعوبة إيجاد التمويل في البداية، كانا من أبرز المشاكل التي اعترضت الفيلم، وأنه عمل في الوقت ذاته على كتابة السيناريو، والبحث عن التمويل، والبحث عن وجوه تصلح للتمثيل، ومن ثم تنظيم ورشات احترافية لتدريبهم.
وأردف بأنه تمكن من تشكيل فريق من الممثلين والممثلات يضم أكثر 50 فردًا من جنسيات عربية متنوعة، مثل مصر، وسوريا، والمغرب، وتونس، والعراق.
وقال: “اتخذنا نهجاً علمياً في التدريب والتمرين على التمثيل والحمد لله النتيجة جيدة، وورشة التدريب مستمرة حتى ننتهي من المنهج بشكل كامل، ليكون الفريق أكثر جاهزية واحترافية، ونكمل المشوار لأعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية أخرى”.
وأشار إلى أن فريق الممثلين بذل جهودا كبيرة، وأن عددًا منهم كان له تجارب تمثيلية بسيطة، في حين كان العدد الأكبر منهم يمثل للمرة الأولى، متقدما بالشكر لكافة المشاركين في الفيلم.
إنتاج مستقل
وأكد أن الفيلم مستقل ولم يتلق الدعم أو التمويل من أي جهة عربية.
وفيما يخص اسم الفيلم، أوضح البحراوي “لا توجد كلمة مقابلة للهتك باللغة التركية. الهتك في العربية هو أعلى نقطة في الاغتصاب والاضطهاد والابتزاز التي يمكن لشخص أن يفعلها لشخص آخر، وليس لدينا مثل هذا العنف لا في تركيا ولا في اللغة التركية لذلك نحن لم نترجمها وتركنا الاسم نفسه بالعربي”.
وأعرب عن أمله في أن يحظى الفيلم باهتمام كبير من قِبل القنوات التركية والعربية وموزعي الأفلام، بهدف إنتاج المزيد من الأفلام.
وحول قصة الفيلم، أفاد بأنه “يحكي قصة عالمين مختلفين بل متضادين في الظاهر، ولكل عالم دائرته الخاصة لنكتشف في النهاية أن هناك طرف ثالث لم يظهر في الأحداث وهو المستفيد من كل ما حدث ويحدث”.
وأضاف: “تركيا عاشت مثل هذه الظروف فى تاريخها، واستوعبت الدرس، وتستعد هذه الأيام لإحياء ذكرى وقوف الشعب في وجه محاولة الانقلاب بتاريخ 15 يوليو/تموز”.
الفيلم نقطة التقاء العرب والأتراك
وقال المخرج المصري إن “من حق الجمهور التركي أن يعرف لماذا نحن في تركيا، ولماذا أتينا إلى هنا، وإن الشعب التركي صاحب إرث وحضارة عظيمة، يمتلك وعيا لا مثيل له من خلال تراكم تجاربه القديمة”.
ودعا الشباب على وجه الخصوص لمشاهدة الفيلم، وذلك لعدم معاصرتهم لفترة الانقلابات العسكرية، حيث يعد الفيلم فرصة للتعرف على جزء بسيط من الصورة، خاصة وأن حكم العسكر واحد في أي بلد حول العالم.
وأشار إلى أن الفيلم يحكي عن مصر في ظل نجاح “الانقلاب العسكري”، وأن تركيا عاشت نفس التجربة في انقلاب عام 1980، ما يجعل الفيلم نقطة تلاقي الأتراك والعرب.