الصحافة _ كندا
رغم تحقيق المغرب رقمًا قياسيًا على المستوى القاري باستقطابه أكثر من 17 مليون سائح خلال سنة 2024، إلا أن مظاهر الاحتيال والسلوكات الإجرامية التي تنتشر في بعض المدن السياحية لا تزال تهدد صورة القطاع، وتضع سمعة المملكة السياحية على المحك.
من بين أبرز هذه الظواهر، عمليات النصب المقنعة بـ”لباس الخدمة”، التي يتعرض لها السياح في مدن مثل مراكش، فاس، وشفشاون. إحدى هذه الحوادث تحولت إلى قضية رأي عام بعد أن كشف اليوتيوبر الإسباني الشهير YoSoyPlex، الذي يتابعه أكثر من 14 مليون شخص، عن تعرضه لعملية احتيال في ساحة جامع الفنا بمراكش، انتهت بـ”احتجازه” من قبل الشرطة المغربية.
القصة بدأت عندما اقتربت منه سيدة تدعي أنها تقدم خدمة رسم الحناء مجانًا، قبل أن تفاجئه بعد انتهاء العملية بمطالبة مالية تصل إلى 5 دولارات، وهو نفس الفخ الذي وقع فيه صديقه قبله بدقائق. إدراكه لكونه ضحية خداع دفعه إلى توثيق الواقعة بالفيديو، خاصة عندما شاهد السيدة تستهدف زوجين سياحيين بنفس الطريقة، إلا أن الأمور تطورت بسرعة غير متوقعة.
فور ملاحظتها لعملية التصوير، دخلت السيدة في حالة غضب هستيرية، وطالبته بمسح الفيديو فورًا، قبل أن تتوجه إلى عناصر الشرطة لطلب التدخل. الشرطة بدورها اقتادت اليوتيوبر وصديقه للاستماع إليهما حول ما جرى، قبل أن يتم إطلاق سراحهما لاحقًا، وسط ضجة إعلامية واسعة.
وسائل إعلام إسبانية، من بينها صحيفة “موندو ديبورتيفو”، زعمت أن المرأة المذكورة تمارس “السحر”، وهو ما دفعها لمحاولة منع التصوير، خوفًا من فضح نشاطها غير القانوني، خصوصًا في بلد يعاقب على الشعوذة بالسجن.
هذه الواقعة تضع المغرب في موقف حرج، خاصة أن اليوتيوبر الإسباني يعد من أكبر المؤثرين في مجال السياحة على المستوى الأوروبي والعالمي، ومحتواه يلقى ملايين المشاهدات. انتشار مثل هذه الأخبار يهدد بتشويه صورة البلاد سياحيًا، في وقت يسعى فيه المغرب لجذب المزيد من الزوار وتعزيز موقعه كوجهة سياحية عالمية.