الملك محمد السادس.. قصة عطاء ونماء في مملكة الشرفاء

8 نوفمبر 2025
الملك محمد السادس.. قصة عطاء ونماء في مملكة الشرفاء

الصحافة _ كندا

منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين في 30 يوليوز 1999، دخل المغرب مرحلة جديدة من تاريخه المعاصر، عنوانها العطاء المتواصل والنماء الشامل، في ظل رؤية ملكية متبصرة جعلت من الإنسان محور التنمية ومن الوطن فضاءً للكرامة والعدالة والتقدم.

لقد جسد جلالته نموذجًا فريدًا في القيادة الحكيمة التي تجمع بين الأصالة المغربية المتجذرة في عمق التاريخ والانفتاح الواعي على قيم العصر ومقتضيات الحداثة، فكان ملك الإصلاحات الكبرى والبصمات الإنسانية العميقة.

منذ بدايات حكمه، اختار الملك محمد السادس أن يكون قريبًا من هموم المواطنين، منفتحًا على نبض الشارع، وفاعلًا في رسم ملامح مغرب جديد قوامه التنمية البشرية والعدالة الاجتماعية.

فكانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005 علامة فارقة في التفكير الاجتماعي، إذ حولت مفهوم المساعدة إلى فلسفة تمكين، وجعلت من الكرامة حجر الزاوية في بناء الوطن.

ومع مرور السنوات، اتسعت هذه الرؤية لتشمل الورش الملكي غير المسبوق للحماية الاجتماعية، الذي فتح آفاقًا واسعة أمام ملايين المغاربة للاستفادة من التغطية الصحية والدعم العائلي والتقاعد، في أفق مغرب يضمن الكرامة لكل مواطن دون استثناء.

في المجال الاقتصادي، قاد جلالة الملك ثورة صامتة أعادت هيكلة الاقتصاد الوطني، فكان منطق العمل الميداني والإصلاح البنيوي هو الأساس. من ميناء طنجة المتوسط، الذي صار من أكبر الموانئ في العالم، إلى مشاريع الطاقة النظيفة في ورزازات والعيون، ومن المدن الصناعية الجديدة إلى مشاريع البنية التحتية الكبرى، ارتقى المغرب إلى مصاف القوى الصاعدة إقليمياً، بفضل سياسة استثمارية تقوم على التنويع والابتكار والانفتاح على الشراكات الاستراتيجية.

أما على مستوى السياسة الخارجية، فقد برع الملك محمد السادس في تكريس دبلوماسية مغربية متوازنة ومبدعة في آن واحد، تجمع بين الحزم في القضايا الوطنية والانفتاح في العلاقات الدولية.

فقد نجح في إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية والدولية للمغرب، وجعل من قضية الصحراء المغربية محور إجماع دولي حول مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي الوحيد للنزاع المفتعل.

ولم يكن هذا النجاح الدبلوماسي إلا ثمرة رؤية ملكية جعلت من الدفاع عن السيادة الترابية قضية أمة، ومن الشراكة مع إفريقيا والعالم العربي والاتحاد الأوروبي رافعة استراتيجية لتقوية موقع المملكة على الساحة العالمية.

على الصعيد المجتمعي، اختار جلالة الملك أن يكون قريباً من المواطنين، حاضراً في القرى البعيدة كما في المدن الكبرى، متلمساً احتياجات الناس بصدق وواقعية.

فالمؤسسة الملكية في عهده لم تعد رمزاً سياسياً فحسب، بل أصبحت مؤسسة إنصات وإنجاز، ترعى الإصلاح من الميدان لا من المكاتب.

إن صورة الملك وهو يتفقد المشاريع بنفسه أو يتحدث إلى البسطاء تجسد مفهوم “الملك المواطن” الذي لا تفصله البروتوكولات عن شعبه، بل توحده معه روح المسؤولية والإنسانية.

لقد تمكن جلالة الملك، خلال ربع قرن من الحكم، من إرساء نموذج مغربي متفرد في التنمية والديمقراطية والاستقرار.

فالمغرب اليوم يعيش على وقع التحول العميق نحو الدولة الاجتماعية الحديثة، ويثبت يوماً بعد آخر أن الإصلاح الحقيقي لا يقوم على الخطابات بل على الإرادة والإنجاز.

وفي عالم مضطرب تتساقط فيه الكثير من التجارب السياسية، يظل المغرب نموذجاً في الصمود والتوازن بفضل قيادة ملكية استثنائية تستمد قوتها من الشرعية التاريخية والثقة الشعبية والرؤية الاستراتيجية.

محمد السادس ليس مجرد قائد سياسي، بل مهندس نهضة وطنية شاملة تمتد من العمق الإفريقي إلى الضفة المتوسطية.

إنه ملك يؤمن بأن التنمية ليست غاية اقتصادية فقط، بل مشروع حضاري شامل يؤسس لمغرب الغد، مغرب الكرامة والإنصاف والعزة. لقد كتب جلالته، بجهده المتواصل وحكمته الراسخة، فصلاً جديداً في تاريخ “مملكة الشرفاء”، عنوانه العطاء، النماء، والوفاء للوطن.

إنه ملك يصنع الغد بثقة، ويبني مجد الوطن بصمت الحكماء، ليبقى المغرب في عهده منارة استقرار ونموذجاً للريادة والاحترام في محيط مضطرب، وشعبه يردد في كل مناسبة: الله، الوطن، الملك.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق