الصحافة _ كندا
في شهر الرحمة والعطاء، حيث تتجلى قيم التضامن بأبهى صورها، تأتي المبادرات الملكية السامية لتؤكد أن المغرب ليس مجرد وطن، بل أسرة واحدة يجمعها الحب والتراحم. وتحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتشريف من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصاحبة السمو الملكي الأميرة للا خديجة، انطلقت العملية الوطنية “رمضان 1446″، تلك المبادرة الإنسانية التي تعكس عمق العناية الملكية ورسوخ قيم التكافل الاجتماعي التي زرعها جلالته في قلب هذه الأمة.
إنها لحظة تتجاوز كونها مجرد توزيع للمواد الغذائية، لتصبح تجسيدًا فعليًا للعلاقة الأبوية التي تربط جلالة الملك بشعبه. فالملك الإنسان، بحكمته ورؤيته المتبصرة، لم يكن يومًا بعيدًا عن آمال وأوجاع شعبه، بل ظل دائم القرب منهم، يشعر بآلامهم، ويحرص على التخفيف من معاناتهم بقرارات حكيمة ومبادرات تعكس روح المسؤولية والالتزام تجاه كل فئات المجتمع، خاصة الفئات الهشة التي تجد في عطاء جلالته طوق نجاة وأملًا متجددًا.
وفي مشهد مهيب، تسلّم ولي العهد الأمير مولاي الحسن، إلى جانب شقيقته الأميرة للا خديجة، شعلة هذا النهج الإنساني الذي كرّسه جلالة الملك. لحظة رمزية تحمل في طياتها رسالة واضحة: إن قيم التضامن والإحسان ليست مجرد مبادرات ظرفية، بل هي أساس متين في بناء هذا الوطن، يتوارثه الأبناء عن الآباء، ويصبح جزءًا لا يتجزأ من الهوية المغربية. كان حضورهما اليوم عنوانًا لاستمرارية النهج الملكي في خدمة الوطن، ودليلًا على أن الأجيال القادمة ستظل مخلصة لهذه القيم السامية.
لقد جاء اعتماد السجل الاجتماعي الموحد لأول مرة في هذه العملية ليُترجم الرؤية الملكية الحكيمة التي تسعى إلى جعل التضامن أكثر نجاعة وإنصافًا، حتى يصل الدعم إلى مستحقيه الفعليين وفق معايير دقيقة وشفافة. فكما أن المغرب قوي بقيادته، فهو أيضًا قوي بحكامة رشيدة تجعل من التضامن استراتيجية قائمة على التخطيط المحكم، لا مجرد إحسان عابر.
ليس غريبًا أن تكون هذه المبادرة، التي أصبحت تقليدًا سنويًا منذ أزيد من 25 عامًا، ركنًا أساسيًا في السياسة الاجتماعية للمملكة. إنها مرآة صادقة لروح المغرب، حيث العرش والشعب في وحدة لا تتزعزع، وحيث يظل الملك، قائدًا ليس فقط بحكم الدستور، بل بحكم المحبة التي يكنها له أبناء هذا الوطن.
اليوم، وبينما تتردد دعوات الخير في بيوت ملايين الأسر المستفيدة، وتلهج الألسن بالشكر والدعاء لجلالة الملك، يتأكد مرة أخرى أن هذا الوطن محظوظ بقيادته، وأن المغرب سيظل شامخًا بروح التضامن التي تسري في عروقه، مستمدًا قوته من ملك عظيم، يضع الإنسان في قلب كل سياساته، ويرسّخ قيم العطاء والتآزر في كل ركن من أركان هذا الوطن العزيز.