الصحافة _ كندا
بينما حققت المقاومة الفلسطينية انتصارًا تاريخيًا على جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد 471 يومًا من حرب الإبادة في غزة، نجح الشعب المغربي في تسجيل انتصار آخر عبر سلاح المقاطعة، مما أدى إلى محاصرة المنتجات المغربية داخل الأسواق الإسرائيلية وتعطيل حركة التصدير بشكل شبه كامل.
وفقًا لموقع “واللا” الإسرائيلي، فإن صادرات المغرب إلى إسرائيل تراجعت إلى مستويات تكاد تكون معدومة، تحت تأثير الحملة الشعبية الواسعة التي استهدفت الشركات المغربية التي تتعامل مع الاحتلال. وأكد التقرير أن حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) في المغرب مارست ضغطًا هائلًا على استيراد منتجات مغربية مثل الكسكس والسردين والزيتون والصلصات، ما تسبب في اختفائها من المتاجر الإسرائيلية منذ العام الماضي.
شركة “داري” في قلب العاصفة، حيث تعرضت لواحدة من أكبر الحملات الشعبية تحت وسم ”#داري_مايدخل_داري”، ما أدى إلى توقف تصدير منتجاتها إلى إسرائيل بالكامل. وقد أقر دورون كيميلوف، المدير التنفيذي لشركة “تومر” الإسرائيلية، أن المقاطعة المغربية جعلت من المستحيل إدخال المنتجات المغربية إلى إسرائيل، مؤكدًا أن شركته حاولت إعادة الاستيراد بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، إلا أن الشركات المغربية طلبت مزيدًا من الوقت، مما يعكس تأثير الضغوط الشعبية المغربية.
كما كشف كيميلوف أن إسرائيل كانت تعتمد على مخزون من 10 إلى 12 حاوية من السلع المغربية، والذي كان يكفي لشهرين أو ثلاثة فقط، إلا أنه بمجرد نفاده، لم يتمكنوا من تجديد الطلبات، ما أدى إلى أزمة حقيقية داخل الأسواق الإسرائيلية.
من جانبها، أشادت حركة المقاطعة في المغرب بالتزام الشعب المغربي بالمقاطعة كأداة فعالة ضد الاحتلال، مؤكدة أن هذه الحملة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تعكس موقفًا مبدئيًا في دعم القضية الفلسطينية ورفض كل أشكال التطبيع مع إسرائيل.
كما وجهت الحركة تحذيرًا صريحًا للشركات المغربية التي كانت تشتغل في السوق الإسرائيلية، مؤكدة أن أي محاولة للعودة إلى هذه العلاقات التجارية لن تجني سوى الخسائر، وأن المقاطعة ستظل مستمرة كوسيلة ضغط شعبي ضد الاحتلال والشركات المتورطة في دعمه.
في ظل هذه التطورات، يظهر أن المعركة ضد التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل لا تزال مستمرة، حيث يصر الشعب المغربي على موقفه الرافض لدعم الاحتلال بأي شكل من الأشكال، مما يجعل المقاطعة سلاحًا استراتيجيًا قويًا في معركة التحرر الفلسطيني.