الصحافة _ كندا
تعتبر زيارة المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي، إلى العاصمة التركية أنقرة على رأس وفد أمني رفيع المستوى،أكثر من مشاركة تقنية في المنتدى الدولي للتجهيزات الأمنية IGEF 2025. إنها في العمق رسالة سياسية واستراتيجية تعكس بوضوح المكانة المتنامية للمغرب كفاعل إقليمي ودولي في ميدان الأمن والاستقرار.
أولا، اللقاء الثنائي مع نظيره التركي محمود ديميرتاش يبرز أن المغرب وتركيا أصبحا شريكين استراتيجيين في مواجهة التحديات العابرة للحدود: من شبكات الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، إلى التهديدات الإرهابية والأمن السيبراني. التنسيق بين الرباط وأنقرة لم يعد ظرفيا، بل أصبح خيارا استراتيجيا قائما على تبادل الخبرات وتطوير التكوين الشرطي والاستثمار في العنصر البشري.
ثانيا، هذه الزيارة تندرج في سياق خاص يرتبط باستعداد المغرب لاحتضان محطات دولية كبرى: الجمعية العامة للأنتربول في مراكش، كأس أمم إفريقيا 2025، وكأس العالم 2030. وهي محطات تجعل من البعد الأمني عنصرا حاسما لنجاح صورة المملكة دوليا. ومن هنا، فإن بناء شراكات أمنية قوية مع دول وازنة كتركيا، وأيضا مع السعودية والأردن وماليزيا، هو استثمار استراتيجي لمستقبل الاستقرار في المنطقة.
ثالثا، المشاركة في معرض الابتكارات الأمنية بأنقرة، والاطلاع على أحدث التجهيزات، يعكس إرادة المغرب في تحديث منظومته الأمنية باستمرار. في عالم تتسارع فيه التهديدات السيبرانية والجرائم المنظمة، لم يعد ممكنا الاكتفاء بالوسائل التقليدية. المغرب يعي أن التكنولوجيا أصبحت حجر الزاوية في الأمن الحديث، ولذلك يحرص على أن يكون في طليعة الدول المستفيدة من الابتكار العلمي.
فإن ما تكشفه هذه الزيارة هو أن الأمن المغربي أصبح علامة ثقة عالمية. ليس صدفة أن المغرب يُستدعى ليشارك في أكبر المنتديات الدولية، وليس مصادفة أن الدول تتسابق لتقوية التعاون معه. إنها نتيجة لرؤية ملكية واضحة تعتبر أن الأمن هو شرط التنمية والاستقرار، وأن الانفتاح على الشراكات الدولية هو السبيل الأنجع لتحييد المخاطر المشتركة.
إن المغرب اليوم، عبر مؤسساته الأمنية وعلى رأسها المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يبرهن أنه لم يعد مجرد متلقٍ للتجارب، بل أصبح منتجا للأمن وشريكا دوليا يُحسب له ألف حساب.