الصحافة _ كندا
تتجه الأنظار نحو المغرب بعد تداول وسائل إعلام دولية أنباءً عن احتمال اقتناء المملكة ثلاثين طائرة مقاتلة من طراز “إف-35” الأمريكية، في خطوة قد تشكل نقلة نوعية في القدرات الدفاعية المغربية، وتمنحها تفوقاً تكنولوجياً واستراتيجياً في شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وحسب ما أوردته صحيفة “فوز بوبولي” الإسبانية، فإن هذه الصفقة المحتملة تأتي في وقت قررت فيه إسبانيا تأجيل شراء الطائرات نفسها، ما يفتح أمام المغرب المجال لتعزيز تفوقه الجوي في المنطقة، خصوصاً في ظل التحديات الأمنية المرتبطة بالصحراء المغربية، ومراقبة مضيق جبل طارق، والهجرة غير النظامية.
تُعد طائرات “إف-35” من الجيل الخامس الأكثر تقدماً في العالم، إذ تتميز بقدرتها على التخفي عن الرادار، وبأنظمة استشعار متكاملة تمنح الطيار رؤية شاملة بزاوية 360 درجة في الوقت الحقيقي. كما تتيح الطائرة إمكانية التنسيق العملياتي بين الوحدات الجوية والبرية والبحرية، مما يجعلها سلاحاً استراتيجياً بالغ التأثير في ميدان القتال.
وتصل سرعتها إلى ماخ 1.6، أي ما يعادل أكثر من 1200 كيلومتر في الساعة، مع إمكانية تنفيذ هجمات دقيقة بعيدة المدى بفضل منظومتها التسليحية الذكية التي تشمل صواريخ جو–جو وجو–أرض وقنابل موجهة عالية الدقة.
ويؤكد محللون أن اقتناء المغرب لهذه المقاتلات سيشكل تحولاً في موازين القوى بالمنطقة، إذ تتفوق “إف-35” على الطائرات الإسبانية من طرازي “إف-18” و”يوروفايتر” في خمس نقاط أساسية: صعوبة كشفها بالرادارات، قدرتها على خوض حروب إلكترونية وشبكية، تفوق أنظمة الاستشعار والاتصال، الدقة العالية في استهداف الأهداف البعيدة، وأنظمة الرؤية الليلية المتطورة.
وفي المقابل، تبقى الطائرات الإسبانية أقل تكلفة وأبسط من حيث التشغيل والصيانة، لكنها تفتقر إلى القدرات التكنولوجية الفائقة التي توفرها المقاتلة الأمريكية الجديدة.
الصفقة المحتملة تعكس استمرار المغرب في تنفيذ خطة تحديث شامل لقواته المسلحة، وهي خطة بدأت منذ سنة 2017 وتهدف إلى تحقيق استقلال استراتيجي في المجال الدفاعي، وتعزيز الردع وحماية السيادة الوطنية في محيط إقليمي يتسم بتقلبات أمنية حادة.
كما تأتي هذه الخطوة لتؤكد متانة التحالف الاستراتيجي بين الرباط وواشنطن، وتعكس ثقة الولايات المتحدة في القدرات المغربية، خاصة بعد انخراط المملكة في شراكات أمنية وعسكرية متعددة مع كل من إسرائيل وفرنسا ودول الخليج.
ويرى مراقبون أن المغرب يسعى من خلال هذا التوجه إلى ترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة، تجمع بين الرؤية السياسية الواضحة والتحديث العسكري المدروس، مما يجعله فاعلاً محورياً في ضمان الأمن الإقليمي والاستقرار في إفريقيا الشمالية وغرب المتوسط.
وإذا تم تأكيد الصفقة، فستكون طائرات “إف-35” عنوان مرحلة جديدة في مسار تطور القوات المسلحة الملكية، ورسالة قوية بأن المغرب يدخل عصر التفوق التكنولوجي بثقة، في انسجام تام مع رؤيته الاستراتيجية لبناء دولة قوية، آمنة، وذات حضور دولي متوازن.














