الصحافة _ كندا
أعلن المغرب رسميًا عن اهتمامه باقتناء دبابة القتال الرئيسية الكورية الجنوبية المتطورة K2 بلاك بانثر، ضمن رؤية تهدف إلى تنويع مصادر التسلح والانفتاح على شركاء صناعيين جدد خارج الفضاء التقليدي. الإعلان جاء خلال زيارة وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزّور، إلى العاصمة الكورية سيول، حيث أجرى لقاءات رفيعة المستوى مع عدد من المسؤولين الكوريين، من بينهم وزير التجارة آن دوك-غيون ومنسق الدبلوماسية الاقتصادية كيم هي-سانغ.
الوزير المغربي عبّر، خلال هذه اللقاءات، عن اهتمام المملكة بهذه المنظومة القتالية المتقدمة، كما عقد اجتماعًا موسعًا مع مسؤولي شركة هيونداي روتيم، المصنعة للدبابة، لاستكشاف آفاق التعاون في المجالين الصناعي والدفاعي. وتُعد هذه المرة الأولى التي يعترف فيها الجانب الكوري رسميًا بالرغبة المغربية في التزود بهذه الدبابة، ما يشير إلى مرحلة جديدة في العلاقات الدفاعية بين البلدين.
الزيارة لم تقتصر على الشق العسكري، بل شهدت أيضًا مناقشة اتفاقية شراكة اقتصادية جديدة (EPA) وإطار تعاون لتعزيز التجارة والاستثمار (TIPF)، بما يعكس الطابع المتعدد الأبعاد للتقارب المغربي الكوري، والذي يشمل الاقتصاد والصناعة والدفاع معًا.
ووفق ما تم تداوله في اجتماعات أبريل 2025، فإن المغرب حدّد ثلاث منظومات كورية ضمن أولوياته الدفاعية: دبابة K2، وغواصة KSS-III التي تعمل بالديزل والكهرباء، ومنظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى Cheongung-II، وهو ما يكشف توجهًا مغربيًا واضحًا نحو التزود بتكنولوجيا عسكرية متطورة ومتنوعة.
التحركات المغربية جاءت بالتوازي مع تعزيز التعاون المدني، خاصة في مجال النقل، حيث كانت شركة هيونداي روتيم قد أبرمت، في فبراير 2025، عقدًا مع المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي (ONCF) بقيمة 1.5 مليار دولار، لتزويد المغرب بـ168 قطارًا كهربائيًا مزدوج الطابق. ويرى متابعون أن هذا العقد الضخم قد يشكّل مدخلاً لتوسيع التعاون نحو المجال الدفاعي.
وتُعد K2 بلاك بانثر واحدة من أكثر الدبابات تطورًا في العالم، حيث تنتمي إلى جيل 3.5، وتجمع بين النيران الدقيقة، والقدرة على المناورة، والأنظمة التكنولوجية الحديثة. فهي مزودة بمدفع أملس عيار 120 ملم مع نظام تلقيم آلي، وتستطيع إطلاق عشر قذائف في الدقيقة، إلى جانب نظام تحكم ناري متطور ومنظار بانورامي للقائد، ومكونات رقمية متكاملة ضمن شبكات القيادة والسيطرة C4I.
تعتمد الدبابة على دروع مركّبة قابلة للتعزيز بأنظمة الحماية النشطة، وتتوفر على نظام تعليق هيدروليكي يسمح بتعديل وضعية الهيكل حسب طبيعة الأرض، كما يمكنها عبور مجار مائية بعمق يصل إلى 4.1 متر. ويعمل على تشغيلها طاقم من ثلاثة أفراد.
وقد تم إدماج الدبابة بالفعل ضمن ترسانة الجيش الكوري الجنوبي، حيث نُشرت أكثر من 260 وحدة في الفيلق السابع الآلي، كما وقّعت بولندا صفقة اقتناء 180 وحدة مع تصنيع محلي، فيما أبدت دول عديدة اهتمامها بها، من بينها النرويج، رومانيا، السعودية، والإمارات.
اهتمام المغرب بهذه المنظومة يعكس تحولاً استراتيجيًا نحو خيارات تسلح أكثر تنوعًا، مع الحرص على اقتناء منظومات ذات طابع تكنولوجي متقدم، ما يعزز من قدرة المملكة على مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية وفق رؤية حديثة ومتجددة.