الصحافة _ كندا
أسدل الستار في ملعب “سانتياغو الوطني” بالعاصمة التشيلية على ليلة من ليالي المجد الكروي المغربي، بعد أن توّج منتخب جيل ولي العهد بلقب كأس العالم لأقل من 20 سنة، إثر فوزه المستحق على نظيره الأرجنتيني بهدفين نظيفين، ليصعد المغرب إلى قمة العالم الكروي من الباب الكبير.
منذ الدقائق الأولى، بدا واضحاً أن المدرب محمد وهبي أعدّ العدة بعناية لهذه الملحمة، إذ دخل بتشكيلة متماسكة يقودها الحارس المتألق إبراهيم غوميز، وضمّت كلاً من معمر، باعوف، بيار، معما، الصادق، الزهواني، جسيم، خليفي، بختي، والهداف زابيري الذي سيخطف الأضواء لاحقاً.
في الدقيقة السابعة، طالب “أشبال الأطلس” بركلة جزاء بعد عرقلة واضحة داخل منطقة العمليات، لكن الحكم اكتفى بالعودة إلى تقنية الفيديو ليعلن عن ضربة خطأ مباشرة فقط. ومن تلك الكرة بالذات، وبدقة مدهشة، أطلق ياسر زابيري قذيفة لا تُرد سكنت الزاوية اليمنى العليا لحارس الأرجنتين، مانحاً المغرب التقدم في الدقيقة 12 ومشعلاً فرحة جماهيرية عارمة من الرباط إلى الداخلة.
المد الهجومي المغربي لم يتوقف، فبعد سبع عشرة دقيقة فقط، عاد الثنائي معما – زابيري ليوقعا الهدف الثاني، بعدما توغل الأول من الجهة اليمنى ومرر كرة عرضية مثالية أودعها زابيري في الشباك بلمسة فنية رائعة، ليضاعف الغلة ويضع “راقصي التانغو” في مأزق مبكر.
في الشوط الثاني، كاد زابيري أن يوقع على “الهاتريك” في الدقيقة 48، بعد تسديدة صاروخية مرت بجانب القائم، بينما اختار وهبي نهج الواقعية التكتيكية، مفضلاً التنظيم الدفاعي المحكم والارتداد السريع، وسط أداء بطولي للاعبين الذين جسدوا روح القتال والانضباط حتى صافرة النهاية.
المنتخب المغربي بصم على بطولة استثنائية، بدأها بفوزين تاريخيين على إسبانيا والبرازيل، ثم أطاح بكوريا الجنوبية وأمريكا، قبل أن يُقصي فرنسا في نصف النهائي، ليصل إلى النهائي بثقة الملوك ويعود إلى الرباط متوجاً بالذهب.
وهكذا، كتب جيل ولي العهد الأمير مولاي الحسن صفحة جديدة في تاريخ الكرة المغربية والعربية والإفريقية، مؤكداً أن هذا الجيل ليس فقط مشروعاً رياضياً، بل امتدادٌ لرؤية ملكية تروم صناعة مغرب صاعد، تنافسي، ومُبدع على الساحة العالمية.
من سانتياغو إلى الرباط.. ارتفع العلم المغربي خفاقاً، ودوّى النشيد الوطني في مدرجات تشيلي، معلناً ميلاد جيلٍ يليق بالمستقبل: جيل ولي العهد.