المغرب يرفع جاهزيته الأمنية لكأس إفريقيا 2025.. منظومة “الأمن غير المرئي” تدخل الخط لضمان تنظيم تاريخي

4 ديسمبر 2025
المغرب يرفع جاهزيته الأمنية لكأس إفريقيا 2025.. منظومة “الأمن غير المرئي” تدخل الخط لضمان تنظيم تاريخي

الصحافة _ كندا

يعيش المغرب خلال الأسابيع الأخيرة مرحلة مفصلية في الاستعدادات الأمنية واللوجستية الخاصة بكأس أمم إفريقيا 2025، وهي النسخة التي تعقد عليها القارة السمراء آمالاً كبيرة، بالنظر إلى حجم الرهانات التنظيمية والتنموية التي تراهن عليها المملكة.

ومع اقتراب موعد الانطلاقة في 21 دجنبر الجاري، تبرز الأجهزة الأمنية المغربية كدعامة أساسية في ضمان تنظيم غير مسبوق يعكس صورة بلد قادر على احتضان كبريات التظاهرات الدولية في ظروف مثالية.

ووفق المعطيات المتوفرة، فإن الاستعدادات الأمنية انطلقت منذ الإعلان الرسمي عن تنظيم المغرب للبطولة، حيث باشرت مختلف الأجهزة عملها بتنسيق وثيق مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، عبر إدارة السلامة والأمن التابعة له، واللجنة المنظمة المحلية، من خلال إطلاق واحد من أضخم البرامج التدريبية التي يشهدها تاريخ “الكان”، يشمل المدن الستّ المحتضنة للمباريات.

البرنامج يهدف إلى الارتقاء بمنظومة الأمن والسلامة إلى مستويات عالية من الجاهزية، عبر تكوين كل الفاعلين الأمنيين وتمكينهم من استيعاب المتطلبات التقنية والتنظيمية التي يفرضها “الكاف”، انسجاماً مع أفضل الممارسات الدولية في تنظيم البطولات الكبرى.

وشارك في هذه التدريبات مديرو أمن الملاعب، وضباط الشرطة والدرك، ووحدات الحراسة والإنقاذ، وأمن الطرق والمطارات، والقوات المساعدة، إضافة إلى مسؤولي مواقع التدريب والفنادق ومناطق المشجعين، في إطار شبكة عملياتية منسجمة تضمن بيئة آمنة طيلة فترة البطولة.

الاتحاد الإفريقي عبّر بدوره عن تقديره للجهود “الاستثنائية” التي تبذلها وزارة الداخلية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم واللجنة المحلية، مؤكداً أن العمل المشترك يعكس مستوى عالياً من الجاهزية المهنية.

ويرى عدد من الخبراء أن نجاح “الكان” لا يُقاس فقط بما يحدث داخل الملاعب، بل أيضاً بصلابة الأمن غير المرئي المحيط بكل تفاصيل التنظيم.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر أمنية أن المنظومة المغربية تشتغل في صمت على مستويات عالية الحساسية، عبر “غرف قيادة وتحكم” مزوّدة بأنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل سلوك الجماهير، بالإضافة إلى وحدات بلباس مدني تنتشر وسط المدرجات لرصد أي تهديد محتمل دون إثارة الانتباه. وهي منظومة خفية لكنها تشكل العمود الفقري لضمان بطولة آمنة وسلسة، بترسانة تكنولوجية خبِر المغرب استخدامها خلال تنظيم أحداث عالمية سابقة.

كما يمتد التحضير الأمني إلى التعاون الدولي، إذ احتضنت مراكش خلال الأسابيع الماضية ورشة عمل جمعت المديرية العامة للأمن الوطني مع منظمة “الإنتربول”، خُصّصت لتبادل الخبرات حول مواجهة المخاطر المرتبطة بالمتطرفين والعصابات الإجرامية خلال التظاهرات الرياضية الكبرى.

وتم خلال اللقاء استعراض آليات تبادل البيانات عبر نظام I-24/7، الذي يربط 196 دولة، ما يُمكّن الأجهزة الأمنية المغربية من رصد التهديدات المحتملة بشكل استباقي وسريع.

وتؤكد هذه الحزمة المتكاملة من الإجراءات والتنسيق متعدد المستويات أن المغرب يستعد لتقديم نسخة استثنائية من كأس أمم إفريقيا، حيث لا يقتصر الرهان على النجاح التنظيمي، بل على ترسيخ ريادة أمنية ولوجستية تعكس مكانة المملكة وقدرتها على حماية ضيوفها وجماهيرها بثقة واقتدار.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق