الصحافة _ كندا
أكدت المجلة الفرنسية الرفيعة “Challenges”، في عددها الصادر بتاريخ 4 يوليوز 2025، أن المغرب يسابق الزمن لاعتلاء موقع ريادي في الذكاء الاصطناعي على مستوى القارة الإفريقية، مستثمراً دينامية التحول الرقمي التي ترافق استعداداته الكبرى لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.
وخصّت المجلة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بإشادة لافتة، واصفة إياها بـ”جوهرة جامعية بمواصفات أمريكية”، ومسلطة الضوء على احتضانها لـ”المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي” يومي 1 و2 يوليوز، تحت الرعاية الملكية السامية، بحضور أكثر من ألفي مشارك من وزراء، خبراء وقادة شركات ناشئة.
الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي، آمل الفلاح السغروشني، قدمت خلال افتتاح المناظرة خريطة طريق طموحة، تُتوّج بإستراتيجية وطنية ترتكز على الذكاء الاصطناعي الأخلاقي والفعّال، وتستهدف إيصال شبكة الجيل الخامس إلى 70% من الساكنة قبل 2030، ضمن رؤية “المغرب الرقمي” التي ترصد استثماراً بقيمة 11 مليار درهم.
وفي إشارات قوية إلى طموح المغرب الإقليمي، أوردت المجلة أن المملكة تمتلك 23 مركز بيانات، من ضمنها الأكبر في القارة، وتحتضن شركات كبرى مثل “أوراكل” التي أنشأت أول مركز للأبحاث بإفريقيا في الدار البيضاء، وشركات ناشئة واعدة مثل “ToumAI” التي نجحت في جمع 10 ملايين يورو لتطوير حلول لغوية تخدم القارة.
أما على المستوى الفلاحي والطاقي، فقد أبرز التقرير كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في رفع مردودية الطاقات المتجددة وتحسين تدبير الموارد المائية في ظل تحديات التغير المناخي، وفق ما صرحت به وزيرة الانتقال الطاقي ليلى بنعلي.
ورغم هذا الزخم، تنبه “Challenges” إلى أن السباق نحو الريادة لا يزال محفوفاً بالتحديات، أبرزها ضعف التمويل مقارنة بمبادرات خليجية عملاقة، ما يجعل التعجيل بإحداث صندوق سيادي مخصص للذكاء الاصطناعي ضرورة آنية لتعزيز الثقة وتحفيز المستثمرين.
في المحصلة، ترى المجلة أن المغرب، بقيادة ملكية حكيمة وإرادة مؤسساتية واضحة، يقف على أعتاب ثورة رقمية قد تجعله قطباً قارياً في التكنولوجيا والابتكار، شريطة المضي في إصلاح المنظومة، وتشبيك القطاعين العام والخاص، واستثمار رأس المال البشري الشاب الذي يشكل الرأسمال الحقيقي لهذا التحول.
