المغرب يحوّل “كان 2025” إلى ورشة اقتصادية كبرى ورهان استثنائي على السياحة والبنيات قبل مونديال 2030

9 ديسمبر 2025
المغرب يحوّل “كان 2025” إلى ورشة اقتصادية كبرى ورهان استثنائي على السياحة والبنيات قبل مونديال 2030

الصحافة _ كندا

يستعد المغرب لاستثمار كأس أمم إفريقيا 2025 ليس بوصفها بطولة كروية فحسب، بل باعتبارها فرصة لتأكيد جاهزيته على المستوى التنظيمي والاقتصادي، واستعراض قدراته قبل استقبال العالم في مونديال 2030 الذي سيحتضنه إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

وتنطلق البطولة بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، في فترة يُتوقع أن تسجّل حركة سياحية كثيفة بفعل تزامنها مع عطلة نهاية السنة.

وفي إطار هذا التحول، خصصت المملكة ما يقارب 150 مليار درهم لمشاريع ضخمة في النقل والملاعب والمطارات والطرق. الوزير المكلف بالميزانية فوزي لقجع أوضح في تصريحات سابقة أن هذه الاستثمارات تندرج ضمن رؤية شمولية تروم تعزيز الإشعاع الدولي للمغرب، عبر اعتماد تمويلات مبتكرة دون إرهاق الميزانية العمومية، مؤكدا أن هذه المشاريع ستولّد ثروة وفرص شغل ونموا اقتصاديا إضافيا.

ويرى الخبير في الاقتصاد الرياضي ياسين اعليا أن أثر البطولة سيكون ملحوظًا على السياحة بالدرجة الأولى، إذ ستستفيد المملكة من تدفق جماهيري كبير بفعل قربها من أوروبا وتزامن المنافسات مع عطلة الأعياد، فضلا عن حضور الجاليات الإفريقية المقيمة في الخارج. ويشير اعليا إلى أن مؤشرات الحجوزات الجوية والفندقية خلال الأسابيع الأخيرة تؤكد توقعات قوية بموسم سياحي استثنائي.

وتعمل المملكة بالتوازي على رفع جاهزية بنيتها التحتية عبر توسيع القدرة الفندقية، وتحديث شبكة القطارات السريعة نحو مراكش، وتطوير مطارات الدار البيضاء وطنجة والرباط وفاس، في انتظار استقبال تدفقات بشرية كبيرة خلال البطولة. كما يشكل النقل التلفزيوني والإعلانات منصة دولية لترويج صورة المغرب، إذ تشير التقديرات إلى أن عائدات البث ستصل إلى نحو 112.84 مليون دولار لفائدة “الكاف”، تتلقى المملكة منها نسبة 20% حسب دفتر التحملات، أي ما يقارب 22.5 مليون دولار.

ويعتبر الباحث أن “كان 2025” يمثّل بروفة حقيقية قبل تنظيم كأس العالم 2030، وربما كأس العالم للأندية في العام ذاته، ما يرفع سقف الرهانات الاقتصادية ويمنح المغرب فرصة ذهبية لتثبيت مكانته كوجهة قادرة على احتضان الأحداث العالمية الكبرى.

لكن اعليا يشير أيضا إلى وجود مخاوف مرتبطة باستدامة الاستثمارات، خصوصا ما يتعلق بصيانة الملاعب بعد البطولة، واحتمال هشاشة مناصب الشغل الموسمية التي تنتج عن الطفرات السياحية خلال الفعاليات الكبرى. ويدعو إلى وضع خطط استراتيجية تضمن استمرار الاستفادة من البنيات الرياضية، وربطها بالدينامية الاقتصادية المحلية لضمان أثر طويل المدى.

وبين الزخم الاقتصادي المتوقع والتحديات المرتبطة بالاستدامة، تبدو كأس أمم إفريقيا 2025 اختبارًا حاسمًا للمغرب، وفرصة لإظهار جاهزية لوجستية وتنظيمية تواكب طموحاته العالمية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق