الصحافة _ كندا
تتواصل خطوات المغرب نحو تحديث أسطوله الجوي، حيث كشفت تقارير عسكرية متخصصة عن دخول القوات المسلحة الملكية في مفاوضات متقدمة مع شركة إمبراير البرازيلية لاقتناء خمس طائرات نقل وتموين جوي من طراز KC-390 Millennium، في صفقة تُقدَّر قيمتها بحوالي 600 مليون دولار.
الطائرات الجديدة ستُمكّن المغرب من استبدال أسطوله القديم من “C-130H Hercules” الأميركية، بما يعزز قدراته في النقل العسكري والدعم اللوجستي والمهام الإنسانية، إضافة إلى الرفع من جاهزيته للمشاركة في العمليات العسكرية متعددة الجنسيات.
وكان المغرب قد استقبل سنة 2024 طائرة من هذا الطراز في القاعدة الجوية بالقنيطرة، حيث خضع طيارون مغاربة لاختبارات عملية وُصفت بـ”الإيجابية”، الأمر الذي مهّد لهذه الصفقة. كما أن العرض البرازيلي يتضمن شراكة صناعية واسعة النطاق تشمل التصنيع والتجميع والتكوين، وهو ما يمنح المغرب قيمة مضافة مقارنة بمقترح لوكهيد مارتن الأميركية، الذي اقتصر على تحديث الطائرات القديمة بتكاليف اعتُبرت مرتفعة وغير عملية.
هذه الخطوة تأتي في سياق إقليمي متوتر وتنافس محموم على التسلح، خاصة في ظل النزاع المتواصل حول الصحراء المغربية. وهي تعكس في الوقت نفسه توجّه الرباط لتنويع مصادر تسليحها، إذ أبرمت مؤخراً صفقات مهمة شملت صواريخ “جافلين” الأميركية، وطائرات مسيرة صينية من طراز TB-001K Scorpion، إضافة إلى الطائرات التركية “بيرقدار أقنجي” التي تسلّمت أول دفعة منها في فبراير الماضي.
بهذا المسار التصاعدي، يؤكد المغرب رغبته في ترسيخ مكانته كقوة إقليمية وفاعل رئيسي في مجال الأمن والدفاع، من خلال تحديث ترسانته الجوية والانفتاح على شراكات استراتيجية متعددة الاتجاهات، تمنحه هامش استقلالية أوسع في بيئة جيوسياسية شديدة التعقيد.