المغرب والولايات المتحدة… صداقة عمرها قرون تتجدد بثبات الشراكة ووضوح الرؤية

22 يوليو 2025
المغرب والولايات المتحدة… صداقة عمرها قرون تتجدد بثبات الشراكة ووضوح الرؤية

الصحافة _ كندا

رغم المسافات الشاسعة واختلاف السياقات الجغرافية، ظل المغرب على مدى قرون يحتفظ بمكانة استثنائية في سجل العلاقات الدبلوماسية الأمريكية، كأول دولة في العالم تعترف رسميًا باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك منذ سنة 1777، عندما أقدم السلطان محمد الثالث على فتح الموانئ المغربية أمام السفن الأمريكية، في بادرة سبقت أي اعتراف دولي آخر بالدولة الأمريكية الفتية.

هذه الخطوة التي وثّقها تقرير حديث صادر عن موقع ShareAmerica التابع للحكومة الأمريكية، لم تكن آنية أو ظرفية، بل أسست لمسار طويل من الصداقة المتبادلة، تُوّج سنة 1786 بتوقيع معاهدة السلام والصداقة، وهي أقدم اتفاقية ثنائية لا تزال سارية المفعول في الأرشيف الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية حتى اليوم.

العلاقة بين البلدين، التي انطلقت من ميناء طنجة ومياه المحيط، لم تبقَ حبيسة الإطار السياسي، بل امتدت إلى شراكات ثقافية وعسكرية واقتصادية راسخة. ففي القرن التاسع عشر، وهب المغرب للولايات المتحدة أحد أبرز مبانيه في مدينة طنجة ليكون مقرًا دائمًا لتمثيليتها الدبلوماسية، في أول مبنى أمريكي مصنّف خارج تراب الولايات المتحدة، والذي تحوّل لاحقًا إلى متحف رمزي للصداقة المغربية الأمريكية.

كما شكّل المغرب محطة استراتيجية للقوات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، حين احتضن وحدات من الحلفاء لمواجهة تمدد النازية في شمال إفريقيا. ومنذ ذلك الحين، تعمقت الشراكة الاستراتيجية لتشمل التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب والتدريبات المشتركة، في ظل تقاطع الرؤى حول الأمن والاستقرار الإقليمي.

اقتصاديًا، بلغ حجم المبادلات التجارية الثنائية أكثر من 7 مليارات دولار سنة 2024، كما تندرج الولايات المتحدة ضمن قائمة أكبر خمسة مستثمرين أجانب في المغرب، وفق معطيات نفس التقرير. ويعكس هذا التوجه تنامي التعاون في مجالات الاستثمار، التكوين، والتكنولوجيا، في ظل بيئة إصلاحات اقتصادية منفتحة يقودها المغرب بثقة.

سياسيًا، برز المغرب خلال السنوات الأخيرة كشريك موثوق في دعم مبادرات السلام، خصوصًا عقب توقيع اتفاقيات أبراهام سنة 2020، التي أعاد بموجبها علاقاته مع إسرائيل برعاية أمريكية. وقد ثمّن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في أبريل الماضي هذا التوجه، منوّهًا بـ”الدور الريادي للمغرب في بناء مستقبل مستقر لشعوب المنطقة، من فلسطينيين وإسرائيليين وغيرهم”.

ومع اقتراب الذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة، يظل المغرب واحدًا من أقدم الشهود على ولادة هذا المشروع الديمقراطي، وشريكًا استراتيجيًا في صياغة مستقبل يتقاطع فيه التاريخ العريق مع التحولات الجديدة.
في زمن التحالفات المتقلبة، تُثبت العلاقة المغربية الأمريكية أنها نموذج للصداقة التي لا تبلى، بل تتقوى على إيقاع المصالح والرؤى المشتركة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق