الصحافة _ وكالات
في عام 2025، سيحتفل البلدان بمرور قرنين من العلاقات الدبلوماسية. شريكان قويان، حليفان إقليميان وصديقان وثيقان … بهذه الصفات، يواصل المغرب وإيطاليا السير على طريق الحوار المشترك والتبادل المثمر.
من أجل مصالحهما المشتركة، ولكن أيض ا في خدمة الاستقرار والتنمية في المنطقة، أكد البلدان مؤخر ا على إرادة تعزيز التعاون الثنائي في العديد من القضايا ذات الأولوية.
فبدعوة من نظيره الإيطالي، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، ناصر بوريطة، بزيارة عمل إلى روما يوم الأربعاء 5 يوليوز، شكلت “فرصة لتعزيز الحوار والتعاون العملي المفيد للطرفين.”
وقال بوريطة للصحافة إن هذه الزيارة إلى إيطاليا تأتي في إطار توجيهات جلالة الملك محمد السادس الهادفة إلى تنويع وتعزيز الشراكات داخل أوروبا والاتحاد الأوروبي وتوطيد العلاقات مع قوى أوروبية ذات مصداقية، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين هي “تقليديا” قوية ومبنية على تعاون “مثمر” في جميع المجالات.
علاوة على ذلك، تعد روما من بين أكبر عشرة شركاء تجاريين للرباط بتمركز 200 شركة إيطالية في المملكة، تغطي العديد من القطاعات. وتشهد العديد من الذخائر التاريخية في البلدين أيض ا على صداقة عمرها قرون عززتها روابط ثقافية متينة، ولا سيما من قبل حركات هجرة اندمجت تمام ا في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وتميز الاجتماع، الإيجابي والبناء، الأول بين الوزيرين، بعد تعيين السيد أنطونيو تاجاني، في أكتوبر 2022، نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي للجمهورية الإيطالية، بالتوقيع على خطة عمل لتنفيذ الشراكة الإستراتيجية متعددة الأبعاد، كآلية ثنائية مهيكلة تم إلتوقيع عليها عام 2019 في الرباط.
وبحسب الوزير المغربي، فإن هذا الإطار يحدد أربع أولويات للعلاقات الثنائية للسنوات المقبلة ، وهي تعزيز الحوار السياسي حول القضايا الإقليمية في إفريقيا والشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط، وترسيخ التعاون الاقتصادي والثقافي، وتعزيز التنسيق الأمني ثم إنشاء آلية استشارية بشأن الهجرة والشؤون القنصلية.
ومن القضايا الوطنية إلى القضايا الإقليمية، تولي الأجندة المغربية الإيطالية اهتماما خاصا لاستقرار وتنمية الجوار المتوسطي والأفريقي، مما يدل على الالتزام المشترك والعمل النشط من أجل مستقبل جماعي أفضل.
ووفقا للسيد تاجاني، فإن “البلدين عازمان على العمل معا من أجل منطقة متوسطية أكثر استقرارا”. إضافة إلى ذلك، قال السيد بوريطة إن “إيطاليا ترغب في العمل بإفريقيا مع المغرب الذي تعتبره لاعبا رئيسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بفضل استقراره والمبادرات التي يقوم بها، بتعليمات من جلالة الملك، في مختلف المجالات”.
وتابع السيد بوريطة قائلا “إننا نعمل على إنشاء مجلس رجال الأعمال لوضع رؤية مشتركة بين المغرب وإيطاليا للعمل معا في إفريقيا وتوحيد جهودهم في هذا الاتجاه”.
وتسريعا لهذه الجهود، سيزور وزير الشؤون الخارجية الإيطالي المغرب قريبا للتشاور بشأن الإجراءات الملموسة التي تهم العمل على مستوى المحاور الأربعة ذات الأولوية المحددة في خطة العمل.
وبحسب رئيس مجلس النواب الإيطالي، السيد لورنزو فونتانا ، الذي تحدث في نفس المناسبة مع السيد بوريطة، فإن “المغرب هو محاور متميز من أجل استقرار البحر الأبيض المتوسط”.
واعتبرت وزارة الخارجية الإيطالية أن “المغرب شريك استراتيجي لإيطاليا بالنسبة لأمن البحر الأبيض المتوسط، ومن الضروري العمل معه من أجل استقرار وازدهار المنطقة”، مشيرة إلى أن “المملكة بلد أساسي في الجوار الجنوبي”، يمكن أن يعتمد دائم ا على إيطاليا كدولة صديقة داخل الاتحاد الأوروبي.
وأبعد من الفضاء المتوسطي، يتقاسم البلدان الانشغالات الأمنية التي يجسدها انتشار الجماعات والكيانات المهددة للاستقرار والأمن في القارة، وفق ما صرح به رئيس المفوضية السياسية للاتحاد الأوروبي في مجلس الشيوخ الإيطالي ووزير الخارجية الأسبق، جوليو ترزي دي سانت أجاتا، منوها برؤية جلالة الملك في مكافحة التطرف والإرهاب.
على هذا المستوى، أعرب المغرب وإيطاليا عن ارتياحهما للاحترافية المشهود بها لمصالح البلدين وجهودهما في مجال الأمن الدولي، حسب ما أورده موقع Comunicatistampa24 الذي أشار الى أن الجانبين ثمنا الدور الذي تضطلع به روما والرباط في مكافحة الارهاب والهجرة السرية والجريمة العابرة للحدود.
ومن جانبها، اعتبرت “أوبينيون” أن جلالة الملك محمد السادس يتموقع كمحرك ومخاطب متميز في الحوار المتوسطي، في لحظة تواجه المنطقة تحديات كبرى بالنسبة للأمن الاقليمي وسياسات الهجرة.
المصدر: الدار