المغرب مملكة لا تختصر في تغريدة ولا تهتز بصراخ يوتوب

17 يونيو 2025
المغرب مملكة لا تختصر في تغريدة ولا تهتز بصراخ يوتوب

الصحافة _ كندا

حين تتيه البوصلة، ويرتفع ضجيج المنصات، لا يكاد المرء يُميز بين من يعشق هذا الوطن ومن يتربص به، بين من يناضل بضمير ومن يصرخ طلباً للترند. تعيش المملكة المغربية على إيقاع حملة شرسة ممنهجة، لا تستهدف نظاماً ولا سياسة، بل تستهدف ما هو أعمق.. تستهدف الروح المغربية في قدس أقداسها… رموز السيادة، أمن البلاد، شرف مؤسساتها، وبيعة العرش الذي تلتف حوله الأمة قروناً.

ليس غريباً أن يُستهدف المغرب، وهو يسير بثبات على درب البناء بإرادة سيادية خالصة. وليس غريباً أن تُثير مواقفه المستقلة حفيظة أولئك الذين لا يتحملون فكرة أن يكون بلد عربي-إفريقي، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رقماً صعباً في معادلات السياسة الدولية، ويعزز مكانته بين الأمم، لا بشرعية النداءات، بل بشرعية المنجزات.

المؤلم أن بعض السهام التي تُصوّب نحو هذا الوطن لا تأتي من الخارج فقط، بل تجد لها صدى في الداخل، عند من باعوا ضمائرهم بثمن “مشاهدات” رخيصة، أو باعوا شرف الكلمة طمعاً في دعمٍ مشبوه من دوائر حاقدة. تتحول منصات “الحرية الزائفة” إلى أدوات لضرب قيم البلاد وتلويث رموزها.

ومن بين هؤلاء، يطل أصحاب القنوات والحسابات الإلكترونية، ممن يلبسون عباءة “المعارضة” وهم لا يجيدون سوى التحامل. يوتوبرات ينبحون ليل نهار، لا لشيء إلا لأن الوطن لا يمنحهم ما يبتغونه من نفوذ أو مال. يعلّقون على قرارات سيادية وكأنهم فقهاء في الدستور، يفتون في شؤون الأمن وكأنهم جنرالات حرب، ويقحمون الملكية في كل صغيرة وكبيرة وكأنهم أوصياء على الوطن.

أية جرأة هذه؟ وأي سقوط أخلاقي وسياسي يجعل من اسم جلالة الملك الشريف، وبيعة العرش، والمؤسسات الأمنية الحامية لهذا الوطن، مادة لتسويق التفاهة ونحت اللايكات والمشاهدات؟ كيف يسوغ أن يُسخر البعض من رجال يضحّون بدمائهم من أجل أن يحيا هذا الوطن، فقط لأنهم لا يوافقون هوى أحد “اللايفات”؟ كيف نسمح لصفحات ممسوخة أن تتحدث عن المغرب وكأنها وصية على ذاكرته، وهو الذي يدحر الاستعمار، ويثبت الحداثة، ويصون الاستقرار في محيط من الفوضى؟

أيها الذاكرون اسم المغرب بسوء، تذكروا أن هذا البلد لا يولد من فراغ، بل ينحت تاريخه منذ ألف عام من الحضارة، من الزوايا والملاحم، من الدولة العلوية التي تبني مشروعاً وطنياً شامخاً منذ قرون. جلالة الملك محمد السادس لا يمثل فقط ملك البلاد، بل يجسد رمز استمرار الدولة، وصمام أمان الوحدة، وحامل مشروع المستقبل الأخضر والرقمي والاجتماعي. فلا تجعلوا من غرائزكم منصة لتقزيم عظمة لا تليق بجهلكم.

أما المواطن المغربي، فهو أذكى من أن يُخدع. يعرف كيف يميز بين النقد البناء والنقد الهدام، بين غيرة المحب وخبث المتربص، بين من يتحدث بحب، ومن يصرخ بحقد. لهذا، نقول: الوطن ليس ورقة في موقعة، ولا مادة في “ڤلوگ”، الوطن قلب نابض، لا يملك مفتاحه إلا من أحبه بحق.

وليصرخ من يشاء في فراغه… أما المغرب، فيمضي، بهدوء العظماء، بقيادة ملكه، وبإجماع شعبه، وبوعي من لا تغريه موجات العدمية. لأن المغرب ببساطة… مملكة لا تختصر في تغريدة، ولا يُهزّ بصرخة يوتوبر.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق