المغاربة لا يعرفون وزير الصحة؟.. غائب في عز مأساة أكادير ووجوه حكومة أخنوش تُفضَح!

15 سبتمبر 2025
المغاربة لا يعرفون وزير الصحة؟.. غائب في عز مأساة أكادير ووجوه حكومة أخنوش تُفضَح!

الصحافة _ كندا

أسبوع كامل ومدينة أكادير تغلي على وقع ما صار يوصف بـ”مستشفى الموت”، بعد تزايد الوفيات في صفوف النساء الحوامل وتوالي احتجاجات المواطنين أمام المستشفى الجهوي الحسن الثاني، بينما الوزير الوصي على القطاع اختار الغياب الكامل عن الأنظار، في واحدة من أكثر الأزمات الصحية التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة.

المثير أن أغلب المغاربة لم يكونوا يعرفون حتى اسم وزير الصحة الحالي أو ملامحه، قبل أن تنفجر الأزمة وتفرض حضوره القسري على النقاش العمومي. “هذا هو وزير الصحة؟” تساؤل صادم تردد على منصات التواصل الاجتماعي، في تعبير واضح عن صدمة الرأي العام من كون قطاع حيوي مثل الصحة، يقوده وزير “مجهول”، غائب عن الميدان والتواصل، وكأن المنصب فُرض عليه أكثر مما اختاره.

في عز الأزمة، حيث كان من المفروض أن يسافر الوزير على عجل إلى أكادير للوقوف على الوضع وملاقاة الأطر الصحية والمرضى وطمأنة المواطنين، اختار الصمت والاختباء خلف بلاغات بروتوكولية ولجان مركزية، تاركاً الرأي العام أمام مشهد مربك: وفيات متتالية، احتجاجات في الشارع، استنفار أمني، ومستشفى يغرق في الفوضى… دون حضور الوزير.

هذه الوضعية أعادت النقاش حول نوعية وزراء حكومة عزيز أخنوش، الذين يوصف أغلبهم بـ”وزراء الظل”، بلا كاريزما سياسية ولا قدرة على التواصل مع المواطنين والإعلام. خلافاً لوزراء الحكومات السابقة، الذين كانوا معروفين بخلفياتهم الحزبية أو النضالية، وكفائتهم المهنية وحضورهم الدائم في النقاش العمومي، يبدو أن وزراء اليوم مجرد “تكنوقراط” جاؤوا من عالم الشركات والهولدينغات، بعيدين عن نبض الشعب.

الأخطر أن غياب الوزير لا يتعلق فقط بشخصه، بل يعكس أزمة أعمق في طريقة تدبير الحكومة لقطاع حساس. كيف يُعقل أن ينهار مرفق حيوي بحجم مستشفى أكادير، وأن تتوالى الوفيات بشكل مثير للقلق، دون أن تخرج الحكومة بخطة طوارئ واضحة، أو أن يطل الوزير ليعلن قرارات حاسمة بالتحقيق والمحاسبة والإعفاءات؟

الرأي العام اليوم لا يطلب الكثير: يريد قرارات ملموسة، نزولاً ميدانياً، محاسبة للمسؤولين عن الكارثة، وتدابير عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أما الصمت، فهو لعب بالنار في قطاع يتوقف عليه حق المغاربة في الحياة.

أزمة مستشفى أكادير لم تعد أزمة محلية، بل مرآة تكشف الوجه الحقيقي لحكومة يُتّهم وزراؤها بالاختباء وراء مستشاريهم وصحافيي “المقاس”، بدل مواجهة الرأي العام بشجاعة. السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: إذا كان وزير الصحة غائباً عن واحدة من أخطر أزمات قطاعه، فأي دور تبقى له؟

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق