الصحافة _ وكالات
البروفيسور الإبراهيمي قال إن منظمة الصحة العالمية في موقف ضعف
أكد البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، أن توصل المغرب باللقاح، رهين بالوضعية العالمية لتصنيع اللقاحات والمضاربات التجارية حولها، موضحا أن القدرة التصنيعية للعالم محدودة، إذ رغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، لن تتمكن الشركات من صنع 10 ملايير جرعة مطلوبة للوصول إلى المناعة الجماعية، علما أن الدول المطورة للقاحات اشترت جميع الجرعات (أمريكا وأوربا اشتريتا كل منهما 800 مليون جرعة).
وأوضح عضو اللجنة الوطنية العلمية ل”كوفيد 19»، أن الهند والصين تسيطران على تصنيع اللقاحات والمواد الأولية للأدوية، ولن تسمحا بأي تلقيح قبل أن تقوما به لمواطنيها، خاصة أنهما البلدان المطوران والمصنعان لهذه اللقاحات، مضيفا أن كل الدول غير المصنعة و المطورة للقاحات تمكنت من شرائها من خلال مضاربات تجارية كبيرة، إذ توجد دول اشترت اللقاحات منذ يونيو الماضي، بثلاث إلى خمس مرات أضعاف ثمنها، دون الحديث عن جشع بعضها، مثل كندا التي اشترت خمس مرات ما تحتاجه من جرعات.
وقال مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، إن فرنسا، الحليف التقليدي للمغرب، الذي يعتمد عليه كثيرا في أوقات الأزمات، أبان عن عجز عجيب خلال أزمة “كورونا”، من خلال طرح استراتيجيات خاطئة، وبعدم تطوير أي لقاح قبل يونيو الماضي، مما جعل المغرب يلجأ لبلدان تؤمن المقاربات الجيوسياسية والقدرة المالية، أكثر من أي تعاون ثنائي.
وعزا الإبراهيمي، في تدوينة له على صفحته ب”فيسبوك”، تأخر وصول اللقاح في المغرب، أيضا، إلى منظمة الصحة العالمية، التي أصبحت في موقف ضعيف بسبب صراعات الدول الممولة لها، والذي سيكون له تأثير كبير على تمكن الدول غير المطورة والمصنعة من الولوج إلى اللقاحات، رغم مبادرة «الكوفاكس» التي أطلقتها.
ودعا البروفيسور المواطنين إلى الثقة في مدبري الشأن العمومي وفي الخطط الاستباقية والتشاركية، وتثمين ما تم القيام به إلى اليوم، والاستمرار في الالتزام بالتدابير الاحترازية، مشددا، في الوقت نفسه، على أهمية تطوير المغرب قدرته التصنيعية واستقلاليته العلمية، حتى لا يظل دائما تحت رحمة الشركات المطورة للقاحات.
وسبق للإبراهيمي أن أكد، في حوار سابق مع “الصباح”، توصل المغرب إلى عقد صفقة لشراء اللقاح منذ يونيو الماضي، داعيا المواطنين إلى الانخراط في حملة التلقيح الوطنية التي كان من المرتقب أن تنطلق بداية السنة الجارية، قبل أن تتأخر لأسباب غير معلومة أو مفهومة، مما أثار قلق وخوف المغاربة، الذين عبروا عنه من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
المصدر: الصباح