الصحافة _ كندا
منذ أسابيع، والآلة الإعلامية المعادية تُطلق سمومها ضد المغرب، في حملة منسقة تفضح نواياها أكثر مما تكشف عن مهنية مفقودة. أقلام مأجورة ومنصات مغمورة تردد نفس الأسطوانة المشروخة: استهداف جلالة الملك وولي العهد، ومحاولة ضرب المؤسسة الملكية في عمقها. والكل يعلم أن الملكية في المغرب ليست مجرد مؤسسة، بل هي صمام أمان الأمة، وعمود خيمتها، ورمز سيادتها الممتدة عبر قرون.
الخطر هنا ليس في مقالات تافهة ولا في تقارير مفبركة، بل في خلفيات استعمارية مريضة لا تزال تحلم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. هم يرفضون أن يروا المغرب دولة مستقلة حرة في قراراتها، يختار شركاءه بكرامة، ويصوغ سياساته الخارجية بإرادة سيادية لا تقبل الوصاية. جلالة الملك حين دعا العالم إلى الصراحة والوضوح بعيداً عن “المناطق الرمادية”، ردوا عليه بالتشويش والتضليل. وهنا تتضح الحقيقة: المستهدف ليس الملك كشخص، بل المغرب كأمة ذات سيادة.
فهل يكفي أن نصمت أمام هذا العدوان الإعلامي الممنهج؟ لا وألف لا. الصمت في مثل هذه اللحظات ليس حكمة، بل تقصير. الدفاع عن الملكية واجب وطني، لأنها قلب الأمة النابض، واستهدافها استهداف للوطن بأكمله. إنهم يعلمون أن المس بالمؤسسة الملكية هو أقصر طريق لزرع الفوضى وضرب وحدة المغرب، لذلك يكررون سمفونية الخيانة. لكن ما يجهلونه أن المغاربة جميعاً، من الشمال إلى الجنوب، مجنّدون وراء ملكهم، وأن كل حملاتهم لن تزيدنا إلا قوة وتماسكاً.
الرد اليوم يجب أن يكون نارياً وصارماً: دبلوماسية لا تتردد في فضح خلفيات هذه الحملات، وإعلام وطني هجومي لا يكتفي بالدفاع بل يهاجم، يفضح ويكشف من يقف وراء الأكاذيب. الملكية ليست خياراً سياسياً يتغير بتغير الحكومات أو الأغلبية، بل هي قدر الأمة المغربية وسر بقائها. وحين ندافع عنها، فإننا ندافع عن سيادة الوطن، عن استمرارية الدولة، عن وحدة التراب، عن استقرار الشعب.
الرسالة يجب أن تصل واضحة وصاخبة: المغرب أمة عصيّة على المؤامرات، وملكه خط أحمر، ومن تسوّل له نفسه المسّ بثوابتنا، فليعلم أن الرد سيكون أشرس مما يتوقع، وأن المغرب الذي هزم الاستعمار قادر على دحر حملات التشويه الرخيصة، وماضٍ بثقة نحو المستقبل بقيادة ملكه محمد السادس وولي عهده مولاي الحسن.