الصحافة _ كندا
يتصاعد التوتر في أوساط مربي الماشية بسبب تأخر صرف الدعم الحكومي الذي وعدت به وزارة الفلاحة، ما عمّق أزمة وصفت بأنها “أخطر من جائحة كورونا”، وسط مطالب ملحّة بتوضيح آليات الاستفادة وجدولة المساعدات التي طال انتظارها.
الكسابة يشتكون من تأخر دعم 400 درهم عن كل أنثى مرقمة وغير مذبوحة، إلى جانب غياب تام لمواعيد توزيع الأعلاف المدعمة وكمياتها. ويؤكد مربّو الماشية أن الضبابية في تدبير هذه الإجراءات تُصعّب تخطيط الموارد وتُهدد استدامة النشاط الفلاحي، في وقت حساس يسبق موسم الشتاء.
علاء الشريف العسري، أحد الكسابة من القصر الكبير، شدد على أن التأخر في الدعم يُفاقم معاناة المربين الصغار، مطالبًا ببرنامج زمني واضح لصرف الدعم وتوزيع الأعلاف. فيما عبّر محمد ياسر عسيلي من سطات عن واقع مأساوي تعيشه فئة مربي سلالة “الصردي”، بسبب فشل المشاريع وغياب المواكبة، واصفًا الموسم الحالي بأنه “موسم خسارة حقيقية”.
في المقابل، كشف وزير الفلاحة أحمد البواري عن برنامج دعم جديد مكوّن من خمسة محاور، أبرزها:
• إعادة جدولة ديون 50 ألف كساب بكلفة 700 مليون درهم،
• دعم الأعلاف بميزانية 2.5 مليار درهم،
• ترقيم 8 ملايين رأس وتخصيص 400 درهم عن كل أنثى غير مذبوحة،
• حماية القطيع من الأمراض بكلفة 150 مليون درهم،
• ومواكبة تقنية لتحسين السلالات بكلفة 50 مليون درهم.
ورغم ضخامة الأرقام المعلنة، عبّر مربو الماشية عن شكوكهم تجاه جدية التنفيذ، مؤكدين أن فاعلية أي دعم تظل رهينة بالسرعة والوضوح. وقد حذروا من أن أي تأخير إضافي لما بعد ماي 2026 سيجعل الدعم بلا معنى، لأن الخسائر حينها ستكون قد تجاوزت القيمة المرجوة منه.
القطاع، الذي يشكل مصدر عيش لآلاف الأسر القروية، يقف اليوم على حافة الانهيار، والكسابة يعتبرون أن الدعم يجب أن يُصرف الآن أو لا فائدة منه لاحقًا. كل تأخير إضافي هو خسارة مضاعفة، لا تعويض لها.