الكركارات.. ممر مغربي محتوم نحو الحل وسبب كاف لعودة الحرب

23 أكتوبر 2020
الكركارات.. ممر مغربي محتوم نحو الحل وسبب كاف لعودة الحرب

بقلم: صبري لحو*

يسود اختلاف وتناقض بَيٌنُ في وجهات نظر أطراف نزاع الصحراء حول طبيعة المنطقة العازلة وتعريفها، فجزء من المنطفة تعتبرها البوليساريو “أراضي محررة”، تتنقل فيها، وتسعى لضمها والسيطرة عليها بتشييد منشآت فيها، في اطار مخطط لاعمارها، وادعاء سيادتها عليها، لاعطاء انطباع أن لها سيادة على جزء من الاقليم المتنازع عليه مع المغرب، وأنها بذلك تستجمع اركان قيام واعلان دولة تبعا للقواعد والتعريف بالدولة في العلاقات الدولية.
كما يعم سخط وسط شباب المخيمات بسبب ما يسمونه ضياع قيادة البوليساريو لورقة الكركرات، فلا هي دخلت الحرب مع المغرب منذ اندلاع أزمة الكركرات الأولى صيف 2016، ولا هي أغلقت الممر، بل إن مجلس الأمن أمعن في تأكيد تعريف طبيعة المنطقة؛ أنها عازلة، ومنع تواجد البوليساريو فيها، وأصدر أمرا فوريا بافراغها، ومنعها من تغيير الوضع القائم فيها ، بعدم اقامة أية منشآت فيها، بل في بالاشارة بالاسم إلى منطقة كانت تعتقدها محررة” بئر لحلو”.
و بالمقابل فإن المغرب يعتبر المنطقة مغربية، تركها بمحض إرادته وموافقته بين يدي الأمم المتحدة لتسهيل عملياتها في مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بينه وبين الأمم المتحدة وبين الأخيرة والبوليساريو، وأن الأمم المتحدة عبر بعثة المينورسو مسؤولة عنها، وما فتئ ينبه ويتوعد أنه وفي حالة عدم قدرة الأمم المتحدة على كبح جماح البوليساريو التي تتجه إلى تغيير الوضع فيها، فانه سيتولى عسكريا هذه المهمة،وفقا لسابق التجربتين في المنطقة منذ صيف 2016 و 2018.
وعلى ضوء الأزمتين السابقتين فان مجلس الأمن تولى مهمة تأكيد طبيعة المنطقة العازلة، ووقف عند خطورة وحساسية اعتداء عناصر من البوليساريو العسكرية والمدنية عليها، وأمرها بالإفراغ الفوري، وامتناعها عن تغيير في وضعها الحالي، ومن عدم إقامة أية منشآت. بل إن رئيس بعثة المينورسو والممثل الخاص، والمبعوث الشخصي للأمين العام يرفضون استقبالهم من طرف قادة البوليساريو في المنطقة لتفادي أي تفسير خاطئ أو تأويل مموه لذلك، واستغلاله لادعاء أي اعتراف أو شرعية أممية للبوليساريو على المنطقة.
و تسعى البوليساريو بكل الوسائل إلى اجهاض فوز المغرب بالجولتين السابقتين حول منطقة الكركرات خاصة والمنطقة العازلة عامة من خلال محاولاته المتكررة إغلاق الممر الدولي للتجارة الذي يخترق الكركرات في اتجاه الحدود المغربية الموريتانية للفت الانتباه الدولي، أو للسيطرة على شعور السخط والتذمر واليأس لدى شباب المخيمات وصرف الأنظار عن معاناتهم الحقيقية.أو لمساعدة الجزائر لتصريف أزمتها السياسية المستمرة باستمرار الحراك، مادام نزاع الصحراء واستمراره عقيدة تخدم شرعية النظام الجزائري.
وفي غالب الظن فان الأحداث الحالية للبوليساريو في الكركرات تتم عنوة من أجل ممارسة الضغط جهة المجتمع الدولي الأمم المتحدة لتزامنه والدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة ونظر مجلس الأمن في الحالة الدورية في الصحراء والتمديد لبعثة المينورسو، في اطار مسلسل ما بات يعرف لديها بمراجعة انخراط البوليساريو بالعملية السياسية الأممية في مجملها، بعد التأخر في تعيين مبعوث شخصي جديد يعطي الزخم السياسي السابق للعملية التفاوضية على غرار هورست كوهلر المقال أو المستقيل .
ويأتي التهديد بمراجعة تعاملها مع الأمين العام في اطار ما تسميه البوليساريو بانحراف الأمم المتحدة في اعتناقها اقليمية النزاع و تحديد الإطار السياسي والقانوني والتفاوضي الجديد للحل بمقتضى القرار عدد 2494/2018 ، وجعله
سياسي توافقي واقعي وعملي يراعي التنمية والأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية كاملة.
وكذا إعادة تأكيد كل من الأمين العام ومجلس الأمن على تحديد وتعريف المنطقة؛ أنها عازلة، ومسؤولياته عليها في المراقبة رغم معيقات شساعتها في اتجاه الشرق، وسيستعين بالوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل توفير فعل شمول المراقبة، ومنع أي فعل مادي يغير من طبيعتها تلك، وإصدار أمر للبوليساريو بالخروج منها.

*صبري الحو، محامي بمكناس، خبير في القانون الدولي، الهجرة ونزاع الصحراء.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق