الصحافة _ كندا
يواصل المغرب تعزيز حضوره على الساحة الدولية من خلال ما بات يعرف بـ«القوة الناعمة»، مستندا إلى مسار شخصيات بارزة في مجالات الفن، والرياضة، والبحث العلمي، والأدب، وريادة الأعمال، ممن أصبحوا سفراء فعليين لصورة المملكة المعاصرة وقيمها المنفتحة.
وأبرز تقرير حديث نشره موقع La Vie Forbes، بقلم أوليفيا ييريه دوبري (دجنبر 2025)، أن هذه النخب المغربية لا تكتفي بتحقيق نجاحات فردية، بل تساهم بشكل مباشر في ترسيخ النفوذ الثقافي والاقتصادي للمغرب على الصعيد العالمي، من خلال تأثير يمتد إلى مجالات الثقافة والاقتصاد وحتى النقاشات المجتمعية العابرة للحدود.
وسلط التقرير الضوء على العالم رشيد اليزمي، أحد الأسماء الوازنة في مجال البحث العلمي، الذي أسهمت اكتشافاته في تطوير تكنولوجيا البطاريات الحديثة، ما جعله مرجعا عالميا في الابتكار الطاقي. كما توقف عند مسار الفنانين جمال دبوز وجاد المالح، اللذين نجحا في بناء جسور ثقافية بين المغرب وأوروبا وأمريكا الشمالية، مع الحفاظ على ارتباط واضح بجذورهما المغربية في أعمالهما الفنية.
وفي المجال الأدبي والفكري، أشار التقرير إلى الكتّاب طه بن جلون وليلى سليماني، اللذين أسهما من خلال الرواية والفكر في نقل قضايا الهوية والهجرة والعدالة الاجتماعية إلى فضاءات النقاش الدولي، معززين بذلك الحضور الثقافي المغربي في كبريات المحافل الأدبية.
أما على المستوى الرياضي، فقد اعتُبر أشرف حكيمي نموذجا للتفوق الرياضي والالتزام الوطني، في حين يمثل بدر هاري أحد أبرز الأسماء العالمية في رياضة الكيك بوكسينغ، بما يحمله من صورة القوة والانضباط والاحتراف.
وفي مجالي الإعلام والفنون البصرية، توقف التقرير عند أدوار مهنيين مغاربة ساهموا في تقديم صورة حديثة ومتجددة عن المغرب، من خلال العمارة المعاصرة والإنتاج التلفزيوني الموجه لجمهور دولي، ما عزز إشعاع المملكة كفضاء للإبداع الثقافي.
وخلص التقرير إلى أن هذا الحضور المتعدد الأبعاد يعكس توجها استراتيجيا يقوم على الاستثمار في الرأسمال البشري، باعتباره رافعة أساسية للقوة الناعمة، ومكونا مركزيا في بناء صورة المغرب كبلد للابتكار والانفتاح والتنوع الثقافي.
وبذلك، يؤكد المغرب، عبر مسارات هذه الشخصيات، أن نفوذه الدولي لم يعد مرتبطا فقط بالمعطيات الجغرافية أو الاقتصادية، بل أصبح يرتكز أيضا على الإبداع والمعرفة والتميز الإنساني، كعناصر فاعلة في تعزيز مكانته بين الأمم.
