القصة الكاملة لزيارة جاكوب زوما إلى المغرب.. تنسيق رسمي واحتجاج متأخر من بريتوري!

8 أغسطس 2025
القصة الكاملة لزيارة جاكوب زوما إلى المغرب.. تنسيق رسمي واحتجاج متأخر من بريتوري!

الصحافة _ كندا

كشفت وثيقة دبلوماسية رسمية أن زيارة الرئيس الجنوب إفريقي السابق، جاكوب زوما، إلى المغرب منتصف يوليوز الماضي، تمت بتنسيق مسبق وبترتيب بروتوكولي مباشر مع سفارة جنوب إفريقيا بالرباط، وهو ما يناقض محتوى البلاغ الذي أصدرته وزارة العلاقات الدولية الجنوب إفريقية بتاريخ 6 غشت، والذي عبرت فيه عن احتجاجها على “الظروف التي أحاطت بالزيارة” ورفع العلم الوطني لبلادها خلال اللقاءات.

الوثيقة، وهي عبارة عن مراسلة من سفارة جنوب إفريقيا موجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تطلب بشكل رسمي تسهيل عبور وفد برئاسة جاكوب زوما عبر قاعة الشرف بمطار الرباط-سلا، مع تحديد دقيق لموعد الوصول والمغادرة، وأسماء وأرقام جوازات السفر لأعضاء الوفد، بالإضافة إلى فريق تحضيري حل بالمغرب قبل الزيارة بثلاثة أيام.

المعطيات المتوفرة تؤكد أن الزيارة كانت معروفة التفاصيل لدى الجانب الجنوب إفريقي الرسمي، مما يضعف حجة الاحتجاج الصادر لاحقاً عن وزارة العلاقات الدولية، والذي اعتبر أن رفع علم جنوب إفريقيا واستخدام رموزها خلال لقاء زوما مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة “يُوحِي بطابع رسمي لا يعكس الموقف الحكومي”.

الوزارة الجنوب إفريقية شددت في بلاغها على أن استخدام الرموز الوطنية خلال لقاءات غير رسمية “يمثل تجاوزاً للبروتوكولات الدبلوماسية”، داعية المغرب إلى الامتناع عن مثل هذه الممارسات مستقبلاً، ومؤكدة أن الاجتماع بين بوريطة وزوما “لا يرقى إلى مستوى التواصل الرسمي بين الدولتين”، خاصة وأن زوما لا يشغل أي منصب حكومي حالياً، ويترأس حزب “أومكونتو وي سيزوي” المعارض.

زيارة زوما للمغرب جاءت في سياق إعلان حزبه الجديد دعمه لمغربية الصحراء ومساندته لمبادرة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المغرب. وهو الموقف الذي عبر عنه زوما خلال لقائه ببوريطة، معتبراً أن المقترح المغربي يضمن سيادة الدولة ويوفر حلاً عملياً للنزاع، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، الذي وصف اللقاء بـ”الاستفزاز السياسي”.

واعتبر الحزب الحاكم أن اللقاء محاولة “لإضفاء الشرعية على جهة سياسية معارضة لا تمثل الموقف الرسمي للدولة الجنوب إفريقية”، داعياً إلى تقديم احتجاج دبلوماسي رسمي ومطالبة السلطات المغربية بتوضيحات فورية حول ما حدث.

هذا التباين بين الرسالة الدبلوماسية التي سُجلت قبل الزيارة، والبلاغ الرسمي الصادر بعد الزيارة، يعكس تناقضاً لافتاً في الموقف الجنوب إفريقي، ويطرح أسئلة حول خلفيات التصعيد السياسي المرتبط باستقبال شخصية سياسية مناوئة للحزب الحاكم، في وقت تستعد فيه جنوب إفريقيا لسياق انتخابي داخلي حساس وتحولات في ميزان القوى السياسية.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق