القرار 2797 يدفن وهم الانفصال والبوليساريو تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت ركام الهزيمة الدبلوماسية

1 نوفمبر 2025
القرار 2797 يدفن وهم الانفصال والبوليساريو تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت ركام الهزيمة الدبلوماسية

الصحافة _ كندا

منذ صدور القرار التاريخي رقم 2797 عن مجلس الأمن الدولي، الذي تبنى بشكل واضح مبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد واقعي ودائم للنزاع المفتعل حول الصحراء، يعيش معسكر البوليساريو على وقع صدمة سياسية غير مسبوقة.

فالقرار الأممي لم يترك أي مساحة للتأويل أو المراوغة، بل حدد بشكل صريح المرجعية الجديدة للمسار السياسي تحت السيادة المغربية، منهياً مرحلة كاملة من التضليل والدعاية التي بنت عليها الجبهة سرديتها لأكثر من أربعة عقود.

البيان الصادر عن البوليساريو بعد التصويت، لم يكن إلا رد فعل انفعالي على الهزيمة الدبلوماسية المدوية التي لحقت بها وبالجزائر، حيث حاولت الجبهة الانفصالية تكرار نفس الخطاب المتجاوز حول “حق تقرير المصير” في وقت أصبح فيه هذا المفهوم نفسه جزءاً من التاريخ، بعد أن أكدت الأمم المتحدة أن الحل يجب أن يكون “سياسياً وواقعياً وقابلاً للتطبيق” — وهي الصفات التي لا تنطبق إلا على مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

ومن خلال قراءة تحليلية لهذا البيان، يمكن رصد ثلاثة عناصر رئيسية تؤكد أن البوليساريو باتت في مأزق وجودي حقيقي.

أولاً، هناك الارتباك اللغوي والسياسي الواضح في البيان، الذي يزعم في فقرة أنه “يرفض أي عملية سياسية لا تحترم حق تقرير المصير”، ثم في فقرة أخرى يعرب عن “استعداده للانخراط الإيجابي في المسار السلمي”. هذا التناقض الفج يعكس غياب البوصلة السياسية للجبهة، التي تحاول الجمع بين التمرد على قرارات مجلس الأمن والتشبث بوساطته في الوقت نفسه.

ثانياً، يظهر البيان محاولة يائسة لتبرير الفشل أمام المحتجزين في مخيمات تندوف، عبر تحميل مجلس الأمن والأطراف الدولية مسؤولية “تفاقم النزاع”. فالجبهة، التي اعتادت العيش على شعارات الحرب الوهمية، تجد نفسها اليوم أمام واقع لا يمكن إنكاره: المنتظم الدولي أغلق الباب أمام خيار الانفصال نهائياً، والمجتمع الدولي لم يعد يرى فيها سوى أداة بيد النظام الجزائري.

ثالثاً، تؤكد صياغة البيان أن البوليساريو تعيش عزلة دولية خانقة، إذ لم تجد أي دعم من دولة مؤثرة داخل مجلس الأمن، بل امتنعت الجزائر نفسها عن التصويت، في خطوة تعكس فشلها في حشد حتى حلفائها التقليديين حول أطروحتها المتهاوية. إن امتناع الجزائر ليس حياداً، بل هروب تكتيكي من مواجهة الهزيمة السياسية علناً.

التحليل الموضوعي لما يجري اليوم يوضح أن البوليساريو فقدت شرعيتها السياسية والأخلاقية أمام العالم. فالمملكة المغربية لم تكتفِ بالدفاع عن وحدتها الترابية عبر المنابر الدبلوماسية، بل رسخت مغربية الصحراء عبر التنمية الميدانية والنموذج الاقتصادي المزدهر في الأقاليم الجنوبية، بينما غرقت الجبهة في صراعات داخلية واتهامات بالفساد والانتهاكات داخل المخيمات.

لقد أصبح واضحاً أن معادلة القوة تغيرت جذرياً: المغرب يتحدث بلغة الاستقرار والتنمية والانفتاح، فيما ما تزال البوليساريو أسيرة قاموس الحرب الباردة والارتهان لنظام عسكري في الجزائر يعيش هو الآخر أزمة شرعية.

إن قرار مجلس الأمن لم يكن مجرّد وثيقة دبلوماسية، بل كان حكماً نهائياً في التاريخ السياسي للقضية: الحكم الذاتي المغربي هو الحل، وكل ما دونه أو بعده هو لغو سياسي بلا جدوى. ولهذا فإن رفض البوليساريو للقرار لا يغير شيئاً في مسار الأحداث، بل يؤكد فقط أن الجبهة الانفصالية وصلت إلى نقطة اللاعودة.

وهكذا، يمكن القول إن القرار الأممي 2797 لم يسقط فقط وهم الانفصال، بل كشف عري البوليساريو السياسي والأخلاقي، وأثبت أن من يعيش على الشعارات لا يمكنه مجاراة من يصنع الوقائع. المغرب اليوم هو من يرسم خريطة المستقبل، بينما البوليساريو لا تملك إلا البكاء على أطلال أوهامها القديمة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق