الصحافة _ كندا
يعيش حزب الحركة الشعبية على وقع غليان تنظيمي غير مسبوق، عقب تسريبات تتحدث عن نية إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب وعضو المكتب السياسي، الترشح باسم حزب الاستقلال خلال الانتخابات التشريعية المقبلة بدائرة سلا المدينة. هذه الأنباء سرعان ما نفاها السنتيسي، معتبراً أنها مجرد إشاعات هدفها “التشويش على الحزب وإضعافه”.
مصادر حزبية ترى أن هذه المعطيات تعكس توتراً مفترضاً بين السنتيسي والأمين العام الحالي للحركة الشعبية محمد أوزين، وهو ما يُستدل عليه بالغياب شبه الجماعي لأعضاء الفريق الحركي عن الجلسات الأخيرة لمجلس النواب، في خطوة اعتبرها مراقبون رسالة سياسية مُشفرة موجّهة لقيادة الحزب.
الخلاف، وفق نفس المصادر، تجاوز حدود التقديرات السياسية ليأخذ طابع صراع نفوذ وهيمنة داخل الحزب، خصوصاً بعد بروز السنتيسي كرقم وازن داخل البرلمان وفي عدد من الدوائر الانتخابية الكبرى. وما يزيد من تعقيد الوضع أن السنتيسي تجمعه روابط عائلية مع أحد أبرز رموز حزب الاستقلال، بحكم المصاهرة مع نجل الزعيم الاستقلالي السابق عباس الفاسي، وهو ما يرى متتبعون أنه قد يشكل ورقة سياسية في رسم التحالفات المستقبلية.
من جهته، شدد السنتيسي على أنه لا وجود لأي خلاف بينه وبين أوزين، مؤكداً أنه ابن الدار الحركية منذ أكثر من ثلاثين سنة، وله من التجربة ما يكفي لتمييز خلفيات من يقف وراء هذه الأخبار. وأضاف أن مسألة حضور النواب مرتبطة بدينامية السنوات الأولى للبرلمان، وأن انخفاض نسبة الحضور مع مرور الوقت أمر طبيعي يهم جميع الفرق البرلمانية.
كما نفى وجود أي نية للترشح تحت لون سياسي آخر، مبرزاً أنه بلغ من العمر 71 سنة ولا يفكر في مغادرة الحزب، بل العكس، يعتزم الاستمرار في تمثيله داخل صفوف المعارضة، مؤكداً أنه “لو أراد مغادرة الحزب لما فعل ذلك عبر إثارة البلبلة أو إضعافه”، مشيراً إلى أن الدخول السياسي المقبل سيحمل “مفاجآت” على حد تعبيره، دون تقديم تفاصيل إضافية.
