الصٌَحافة _ وكالات
جدد غياب سفير الإمارات عن الحفل الذي أقامه العاهل المغربي الملك محمد السادس لتوديع عدد من السفراء الأجانب الذين انتهت مهماتهم بالرباط، الجدل حول تطور العلاقات الثنائية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، التي تعيش تدهورا غير مسبوق.
وكان السفير الإماراتي قد غادر الرباط في أبريل الماضي بطلب من السلطات الإماراتية، كما غاب السفير الإماراتي عن حفل استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس للسفراء الأجانب الذين جاؤوا لتوديعه بعد انتهاء مهامهم بالمغرب، الثلاثاء الماضي.
وقال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني، عبد الرحيم المنار اسليمي، “أعتقد بأن حالة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالمغرب مرتبطة بدولة استدعت سفيرها لتقديم توضيح يشير إلى أن الأمر يتعلق بمسألة داخلية تحولت مع الوقت إلى وضعية تجميد دبلوماسي”.
وسجل عبد الرحيم المنار اسليمي، في تصريح لـ”عربي21″، “إن دولة الإمارات العربية المتحدة قد ارتكبت خطأ دبلوماسيا كبيرا لأن الأعراف والقواعد الدبلوماسية تقتضي من الدولة التي تقوم باستدعاء سفيرها تقديم توضيح للدولة المعنية بوجود السفير”.
وتابع “لذلك فسفير دولة الإمارات بالمغرب ليس سفيرا انتهت مهمته حتى تنطبق عليه مسألة استقبال الملك محمد السادس لسفراء العديد من الدول كما جرى في الأسبوع الماضي، بل إن وضعيته مرتبطة بدولته التي استدعته لفترة باتت طويلة تحولت إلى وضعية تجميد دبلوماسي”.
وشدد “فالوضعية الحالية التي توجد عليها العلاقات الدبلوماسية المغربية الإماراتية المرتبطة بالسفير الإماراتي باتت وضعية تجميد دبلوماسي أكثر منه مجرد استدعاء سفير للتشاور أو استدعاء لأمر داخلي”.
وأكد “يبدو أن السياق يشرح إلى حد بعيد وضعية التجميد هذه التي تدل على وجود أزمة عميقة بين المغرب ودولة الإمارات العربية المتحدة، فمسافات التباعد بين الدولتين باتت كبيرة وتؤشر على خلافات عميقة بين الدولتين”.
وعدد اسليمي، ملفات الخلاف بين البلدين، “فخلافات حول تقييم الوضعية الراهنة في العالم العربي وقضاياه الأساسية منها القضية الفلسطينية، وخلافات حول الحرب في اليمن، وحصار قطر، وسلوكات حفتر في ضرب اتفاق الصخيرات لحل الأزمة الليبية”.
واستطرد “ومن الواضح أن هذا التوتر يزداد بشكل أخطر نتيجة الصراع الذي تقوده دولة الإمارات العربية المتحدة ضد المساجد التي يديرها المغرب في أوروبا وهو صراع من المتوقع أن يتزايد لأنه ينتقل نحو غرب أفريقيا، كما أن التباعد يزداد بخصوص محاولة الإمارات تحويط المغرب انطلاقا من موريتانيا عن طريق إقامة الإمارات لقاعدة عسكرية فوق الأراضي الموريتانية”.
وكشف حفل استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس للسفراء الأجانب الذين جاؤوا لتوديعه بعد انتهاء مهامهم بالمغرب، الثلاثاء الماضي، حجم الأزمة بين الرباط وأبوظبي، بعد أن غاب سفير الإمارات بالمملكة، سالم الكعبي، عن الحفل في مخالفة للأعراف الدبلوماسية.
وبحسب مواقع محلية بالمغرب، فإن السفير الإماراتي الذي لم يحظ باستقبال الملك محمد السادس، وتوشيحه بوسام ملكي، كما جرت الأعراف الدبلوماسية ترك سفارة بلاده دون سفير، بعد أن أحجمت أبوظبي إلى حدود اليوم عن تسمية سفير لها بالرباط.
وفي ظل غياب السفير الإماراتي ، وشح الملك محمد السادس، عبد الله بن فلاح بن عبد الله الدوسري، سفير دولة قطر بـ “الحمالة الكبرى للوسام العلوي”، وفق ما أفادت وكالة الأنباء المغربية.
وحتى وقت قريب كانت العلاقات بين الرباط وأبوظبي من أكثر علاقات الرباط متانة وصلابة في المنطقة العربية.