الصحافة _ كندا
في خطوة تعكس رغبة حزب العدالة والتنمية في استعادة تماسكه التنظيمي وتحسين جاهزيته الميدانية، أطلق الحزب حملة واسعة لتجديد هياكله الجهوية، أسفرت حتى الآن عن انتخاب كتاب جهويين جدد في ثلاث جهات، وتجديد الثقة في قيادات خمس جهات أخرى، في أفق الإعداد للاستحقاقات التشريعية المنتظرة سنة 2026.
العملية التي انطلقت منتصف يونيو، وشملت مؤتمرات في العيون، كلميم، بني ملال، الرباط، فاس، مراكش، الداخلة وطنجة، أفرزت أسماء تعود إلى الواجهة السياسية من بوابة التنظيم، أبرزهم محمد خيي في جهة طنجة تطوان الحسيمة، والعمدة السابق لمراكش محمد العربي بلقايد، الذي أطاح ذات يوم بفاطمة الزهراء المنصوري، والبرلماني السابق الحسين الحنصالي في بني ملال خنيفرة.
وفي تصريحات رسمية، أكد نزار خيرون، المدير العام للحزب، أن الهدف من هذه الدينامية التنظيمية هو رفع جاهزية الحزب وتقوية العمل الميداني استعداداً للمعركة السياسية المقبلة، مشيراً إلى أن المؤتمرات الجهوية تُعقد بروح عالية من الانضباط والديمقراطية.
بدورها، وصفت أمينة ماء العينين عضو الأمانة العامة للحزب هذه المحطة بـ”الطبيعية والضرورية”، مشددة على أن العدالة والتنمية لا يزال وفياً لهويته، ومتمسكاً بدوره كقوة سياسية معارضة مسؤولة، ترفع صوتها في وجه “الهيمنة والفساد”، منتقدة في المقابل ما وصفته بـ”أحزاب بلا هوية تركض خلف المواقع والصفقات”.
ماء العينين اعتبرت أن ما يميز العدالة والتنمية هو احترامه للديمقراطية الداخلية، والتزامه بقيم الإصلاح في ظل الاستقرار، ورفضه لكل أشكال التطبيع السياسي أو الاختراق الحزبي، مؤكدة أن الحزب رغم كل محاولات الإقصاء التي تعرّض لها، لم يفقد بوصلته ولا قدرته على تجديد الذات.
في المقابل، يرى مراقبون أن هذه الدينامية تأتي في وقت حرج، يسعى فيه الحزب إلى استعادة ثقة قواعده بعد نكسة 2021، واستثمار التذمر الشعبي المتزايد من أداء الحكومة الحالية، لفرض نفسه مجدداً كقوة معارضة مهيكلة وقادرة على قلب موازين المشهد الانتخابي المقبل.
وبينما يستعد العدالة والتنمية لعقد مؤتمراته المتبقية في وجدة، الدار البيضاء، درعة تافيلالت، وسوس ماسة، يبقى التحدي الحقيقي للحزب هو ترجمة هذا الزخم التنظيمي إلى مكاسب سياسية وانتخابية، بعيداً عن لغة الضحية ومناخ المظلومية، التي لم تعد تقنع الناخبين كما في السابق.