العثماني أفرغَ رصيد هيبة الدولة المغربية من قرون وجودها التاريخي العريق

28 أكتوبر 2019
العثماني أفرغَ رصيد هيبة الدولة المغربية من قرون وجودها التاريخي العريق

بقلم: عبد المجيد مومر*

يَأْبَى سعد العثماني الأمين العام لِتَنْظيم العدالة و التنمية ذَاكَ الفقيه صاحب نظرية : ” قِيسْ السَّاروتْ يَخْرُجْ المَا .. حُلْ الرُّوبِيني يَشْعَلْ الضُّو ” إلاَّ أَنْ يَسْتَمر في مسلسل تَسْفيهِ المقام الدستوري لرئيس الحكومة المغربية. و لعل اعتمادَه على أسلوب الهرطَقَة و لغة التحقير في حق المعارضين لبرنامَجِه الحكومي الفاشِل مُقابِلَ سلوكِهِ الانبطاحي المهين في حضرة رجل روسيا القوي فلاديمير بوتين ، لَأَكْبَر دليل على أن الأمين العام لتنظيم العدالة و التنمية يصْدُق فيه بيت الهجاء العربي :

إِنْ يَغدرُوا أو يَجْبنُوا أو يَبخَلُوا لاَ يَحَفلُوا
يَغْدُوا عَلَيْكَ مُرَجَّلِين كَأَنَّهُم لَمْ يَفْعَلُوا

هذا هو سعد العثماني رئيس “حكومة جميع المغاربة” الذي أفرغَ رصيد هيبة الدولة المغربية من قرون وجودها التاريخي العريق ، في مشهد يجمع بين التراجيديا و الكوميديا : تراجيديا السياسة “الفَاشْلَة” و كوميديا الديبلوماسية “البَاسْلَة” ..

نعم إنه هو سعد الصُّغَيَّرْ الذي نَتَذكَّر أنه قرأ كتب البْسِيكُولُوجْيا لِكَيْ يَتحوَّل إلى رئيس “حكومة الله” .. كَيْفَ لاَ ؟! و الجميع يحتفظ بذكريات الرجل الذي من اشتداد الخبَل قال في تصريح كَهَنُوتِي : أن الله هو الذي تحَكَّم في صياغة الإتفاق الاجتماعي و هو الذي أقنع الأطراف المشاركة في الحوار بالتوقيع عليه. وَ هَا أنتم -اليوم- تعلمون كيف يمارس سعدٌ بانتشاء عُمْرة التضرع و الافتقار عبر تأدية مَناسِك السعي و الهَرْوَلَة أمام صَانِعِ الانبعاث الروسي فلاديمير بوتين!.

هذا سعد العثماني رئيس الحكومة الذي يُزايد علينا بِاتساع قَشَّابَتِهِ، هو – بالذات و الصفات- الأمين العام لتنظيم العدالة والتنمية الذي تناسى أنَّ الشعب جُلَّهُ يعلمُ عورةَ ما تحتَ القشَّابَة و ثُقْبَهَا العميق الذي ينبعثُ منه رِيحُ الجهل السياسي و النفاق الدَّعَوِي ،و أنَّ ما تحتَ القَشَّابَة سوأة الكَهَنُوتِ و السياسة التي لا و لنْ يجمع شِقَّيْهَا تِبَّانٌ ..

هذا سعد الصُّغَيَّرْ رئيس الحكومة الذي تَمَشَّى فوق بساط الاستقبال الروسي بِمُنْتَهَى الإِهْتزازِ المائِعِ نتيجة إفرازات الهرمونات المسؤولة عن الخصائِص الأنثويّة في جسده، و تحت تأثير هرمون الأَسْتُرُوجِين شَرَعَ يَلْعَبُ بِكِلْتا يديْه كالعاهرة السياسية و يَهُزُّ كَتِفَيْهِ كالشِّيخَة النَّاشْطَة في لَقْصَارَة الزَّاهْية. كل ذلك -رُبَّمَا- نِكايَةً في أولئك الذين أسْمَاهُم سعد بالمُشَوِّشِين و الكَذَّابٍين الذين يُرَوِّجونَ الإشاعات ضد انجازات حُكُومَتِهِ.

هذا سعد الصُّغَيَّرْ رئيس حكومةٍ فاشل تحول بِسحر ساحرٍ من مسؤول على تدبير السياسات العمومية إلى فُقاعَة بَشَرِيَّة تُدافِع عن كل شيء عَدَا الحقيقة.

هُوَ رئيس الحكومة و مَا أَدْرَاكُم مَنْ هُوَ ، هُوَ الكَذَّابُ الآشر الذي تفضَحُه حقائق الواقع اليومي المعاش،و نحن لسنا سِوَى ” وْلاَدْ الشَّعْب” الذين لاَ تُرْهِبُهم الآلة التَّضْلِيلِيَّة لِتُجَّارِ الدين ، و لَنْ تَنالَ من عَزْمِهِمْ لائحةُ الاتهامات الكيدية التي تَفَوَّهَ بها سعد الصُّغَيَّرْ..

فَلاَ بأس -إذن- من تذكير الأمين العام الطَّاهِر العَفِيف الذي يَتَبَجَّح بِنَظافة يَدِ إخوان العدالة والتنمية، بأَنُّه يَرفضُ إطلاع الشعب المغربي على نتائج التحقيق الداخلي المُتَعلق بتورُّط أعضاء حزبه في فضيحة ودادية بدر السكنية بسطات، والتي تفضح خَبايَا خطيرة عن شبهة تمويل الحملة الانتخابية لتنظيم العدالة والتنمية و معه أنشطة جماعة ” التوحيد و الإصلاح ” عبر تَلَقِّي و قبول أنفال الأموال المنهوبة من الحسابات البنكية لودادية بدر السكنية.

هُوَ هَذَا سَعْد الصُّغَيَّرْ قائِد التنظيم الكَهَنُوتِي المشبوه الذي يعيش على وقع جريمة أعضاء من تنظيم العدالة والتنمية قاموا بالتلاعب بأموال ودادية بدر السكنية – جوهرة البساتين – ، و التي تفوق قيمة مَبَالِغِها المالية مجموع الخمسين مليار سنتيم و مَا خَفِيَ كانَ أَعْظَم !.

و نحن لَسْنَا إلاَّ وْلاَدْ الشَّعْب الذين يُصِرُّونَ بِوُضوح قِيَمِي و ثَبَاتٍ نِضَالِي و وفاءٍ أخلاقي على الجهر بشعارات المدرسة الاتحادية : ” مُجرِمون مُجْرِمون قَتَلَةُ بنجلون ” ثُمَّ ” الإنْسِحَاب الإنْسِحاب من حِلْفِ الذئاب “.
نحنُ لَسْنَا إلاَّ وْلاَدْ الشَّعْب حَمَلَةُ رسالة شهيد الحركة الاتحادية و الحركة النقابية المغربية التقدمية عمر بنجلون ، و الذي أَكَّدَ بِبَلاغَةٍ عميقة على أن التضليلَ يعتبر من أشد أنواع القمع خطورةً.

*كاتب مغربي.

 

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق