الطريق إلى المقعد البرلماني يمر عبر “التشناق” و”التْفَرْقِيشْ”

25 أبريل 2025
الطريق إلى المقعد البرلماني يمر عبر “التشناق” و”التْفَرْقِيشْ”

الصحافة _ بقلم: حسون عبدالعالي

تُشكل النخب المحلية في العاصمة الاقتصادية مفتاحًا لفهم بنية السلطة وآليات اشتغالها على المستوى المحلي. هذه النخب ليست مجرد فاعلين سياسيين، بل هي جزء من منظومة تشتغل وفق ديناميكيات معقدة من الولاء، المصالح، وإعادة الإنتاج الاجتماعي والسياسي.
في زمنٍ صارت فيه السياسة أشبه بسوق البهائم، لا شيء مستغرب بالنسبة لـ”شَنَاقْ” يعشق “الخِرْفَانْ” بتعبيرها ودلالتها الشبابية، واعتاد على ” التْفَرْقِيشْ” سرا، وارتداء زي كساب وبائع المواشي علنا.

عند كل انتخابات تظهر عينة من الأشخاص لا تربطهم بين الأحزاب و الممارسة السياسية أي رابط . أفراد رابطهم الوحيد علاقات شخصية جدا مع المسؤولين الحزبيين الذين يدبرون شؤون الأحزاب و التزكيات جهويا أو محليا هؤلاء لا يهمهم لا حزب ولا إمتداد تنظيمي أو روابط مع الساكنة و الناخبين و أقصد هنا هؤلاء الذين يتم تنزيلهم باللوائح الانتخابية.
لا يملكون سوى المال و تلك الروابط مع مدبري الانتخابات فيأتي الأب حاملا معه ملف الابن أو الابنة لوضعه في اللائحة مع ضمان عضوية المكتب بالجماعة أو المقاطعة أو الجهة أو مجلس العمالة.

و البعض الآخر و هم لا يضمنون حتى أصوت عائلاتهم رأس مالهم السخرة و التصفيق ولعق أحذية أسيادهم و القيام بدور “البركاكة” وكأنهم أو أنهم يمتلكون أسرارا تجعلهم يتحكمون ببعض وكلاء اللوائح.

عشت هذه القصص و أتذكرها جيدا و حين تحتج يقال لك هذه أمور أتت من فوق ! من يقصدون بذلك الفوق الذي لا يعرف هؤلاء.
الانتخابات أصبحت مصدرا لثراء البعض و وصوله لمناصب أكبر منه و يمنح بعض الخليلات و الصديقات و الأصدقاء أيضا مناصب و الضحية هو الوطن و المواطن و الدليل هاته التحالفات الهجينة و العجيبة التي تمت بالدار البيضاء، مقاطعات لا تتوقف صراعاتها مجلس مدينة لا تعرف من في الأغلبية ومن في المعارضة صراعات هدفها المصالح و المصالح و المصالح أما الساكنة و تنمية محيطها فموكول لجهة أخرى لولاها لكنا في وضع كارثي.
كل هذا سببه أحزاب تمنح المسؤوليات لأشخاص لا يؤمنون سوى بالمكسب الخاص و إرضاء الأصحاب لنيل أشياء لا يعلمها سواهم… وقد عشت هذه القصص في الانتخابات السابقة وتأسفت لأني صدقت أن الهدف خدمة البلد و هم لا يخدمون سوى مصالحهم.
العروض كثيرة، الطلب مرتفع، لكن السلعة نادرة، فمقعد برلماني أصيل، شبه جديد، لم يُستعمل إلا قليلاً، جاهزٌ للتسليم الفوري مع شهادة ضمان بخمس سنوات من الحصانة والامتيازات.
طبعا، المزاد لا يُقام في العلن، لكنه أيضاً ليس سرًّا، حيث يُقال أن “الفَرْقَاشْ”، يبحث عن “الأنسب”، أو لنقُل “الأقدر” على الدفع، فالمعيار ليس الذكاء ولا النزاهة أو القدرة على تمثيل الساكنة والترافع على همومها، بل “الثمن”، ومن يرفع أكثر، يجلس أولاً.
ويبقى السؤال: هل يمكن أن نشهد تغيرًا حقيقيًا في صناعة النخب المحلية، أم أن النظام الحالي قادر على الاستمرار في احتواء أي تغيير محتمل؟ في ظل هيمنة العلاقات الزبونية على التمثيلية السياسية، حيث يصبح المنتخب وسيطًا بين السكان والسلطة بدلًا من أن يكون ممثلًا حقيقيًا لهم.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق