الصحافة _ وكالات
يقول الجيش الصيني إنه مستمر في مناورات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان، وذلك بعد إعلانٍ أمس الأحد عن انتهاء مناورات بالذخيرة الحية. وأعلنت القيادة الشرقية بالجيش الصيني عن تدريبات على أسلحة مضادة للغواصات، وتدريبات على غارات بحرية. وكانت الأيام الأربعة الأولى من المناورات ردّة فِعل من بكين على زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان.
وتتهم تايوان الصين بالتذرّع بتلك المناورات لاجتياح الجزيرة. وقالت تايوان إن الطائرات والسفن الصينية في أثناء المناورات وحتى اليوم الاثنين لم تخترق مياهها الإقليمية التي تمتد لـ 12 ميلا بحريا (22 كيلو مترا؛ 14 ميلا) من الساحل. وأدانت كل من الولايات المتحدة وأستراليا واليابان مناورات الصين حول جزيرة تايوان.
وقالت هذه الدول إن هذه المناورات إنما تستهدف تغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان الذي يبلغ اتساعه 180 كيلو مترا ويقع بين الأراضي الصينية وأراضي تايوان. وفي أثناء المناورات، تجاوزت الطائرات والسفن الصينية أكثر من مرّة خط الوسط في مضيق تايوان. وقالت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الاثنين إن خط الوسط كان تفاهما ضمنيا تم التوصّل إليه منذ حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، وإنّ وجوده كان “حقيقة”.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن السفن والطائرات الصينية نفذت أنشطة عسكرية في مضيق تايوان السبت، مع عبور بعضها لخط الوسط. وقالت الوزارة إن التدريبات الصينية كانت محاكاة لهجوم على الجزيرة. وأدانت واشنطن تعليق بكين، في إطار الرد على زيارة بيلوسي، التعاون مع الولايات المتحدة على صعيد عدد من القضايا بينها التغيّر المناخي. وترى بكين تايوان كمقاطعة منشقّة يمكن استعادتها بالقوة، إذا لزم الأمر. أما تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي، فترى نفسها كيانا مستقلا عن الصين. بينما ترى الأخيرة أيّ تلميح دولي بالاعتراف باستقلال تايوان داعيًا لإثارة الغضب.
ويأتي تجدُّد المناورات العسكرية حول تايوان، بعد إعلان البحرية الصينية أن تلك المناورات قد تجري في مواقع أخرى. وكان مقررًا بدءًا من يوم السبت وحتى منتصف أغسطس/آب، أن تجري مناورات عسكرية يومية تشتمل على تدريبات بالذخيرة الحية في البحر الأصفر الواقع بين الصين وشبه الجزيرة الكورية. بالإضافة إلى ذلك، وفي بحر بوهاي إلى الشمال من البحر الأصفر، بدأت يوم السبت عملية عسكرية تستغرق شهرا.
ويأتي التوتر المتصاعد في أعقاب زيارة وفد أمريكي إلى تايوان بقيادة نانسي بيلوسي. وترى الصين أن الزيارة تمثل تحديا لما تعتبره سيادتها على تايوان، وأنها أيضا “تهدد بصورة خطيرة” السلام والاستقرار في مضيق تايوان. ووصلت بيلوسي -وهي منتقدة للصين منذ فترة طويلة وأرفع مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ 25 عاما- إلى الجزيرة الثلاثاء الماضي على الرغم من تحذيرات بكين. وخلال الزيارة قالت بيلوسي إن “العالم يواجه خيارا بين الديمقراطية والاستبداد”.
الصين وتايوان: حقائق أساسية
ما سبب تردّي العلاقات بين الصين وتايوان؟ ترى الصين أن الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي هي جزء لا يتجزأ من أراضيها وتصرّ على وحدة الأراضي الصينية ولو بالقوة. كيف تُحكم تايوان؟ للجزيرة دستورها الخاص، وقادتها المنتخبين ديمقراطيا، وجيشها البالغ تعداد قواته نحو 300 ألف جندي في الخدمة. من يعترف بتايوان؟ عدد قليل من الدول يعترف بـ تايوان. والغالبية العظمى من الدول تعترف بالحكومة الصينية في بكين بدلاً من ذلك. ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات رسمية مع تايوان لكن لديها قانونا يفرض عليها تزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
المصدر: الأيام 24