الصحافة _ كندا
شهدت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المغرب في 2024 تحولًا بارزًا، مع دخول الصين لأول مرة ضمن المراتب الثلاث الأولى، بعدما رفعت استثماراتها بأكثر من 132% لتبلغ 2 مليار درهم، وفق بيانات مكتب الصرف.
وبهذا التقدم، حلت الصين ثالثة خلف الإمارات التي تصدرت القائمة بحصة 18.9%، وألمانيا التي جاءت ثانية، فيما تراجعت فرنسا بشكل لافت لتغادر قائمة أكبر المستثمرين، في مؤشر على تغير موازين القوى الاقتصادية داخل السوق المغربية.
إجمالي الاستثمارات الأجنبية بلغ 16.2 مليار درهم، بزيادة 52.5% مقارنة مع 2023، رغم تراجع طفيف عن التقديرات الأولية. وقد تركزت هذه الاستثمارات في قطاعات العقار والصناعات التحويلية والسياحة والمطاعم، بينما شهدت صناعة السيارات الكهربائية والطاقات المتجددة طفرة نوعية مع دخول مشاريع صينية جديدة إلى الخدمة.
وتُعد الشراكة المغربية-الصينية، التي تعززت منذ انضمام الرباط إلى مبادرة “الحزام والطريق” عام 2022، رافعة أساسية لهذا الصعود. فقد دشّن الجانبان في يوليو 2024 أول مصنع مشترك للسيارات الكهربائية، في خطوة يُرتقب أن تجعل المغرب منصة صناعية إقليمية للتصدير نحو أوروبا وأمريكا.
لكن هذا التحول لا يخلو من تحديات، أبرزها الضغوط الأوروبية، إذ بدأ الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على بعض المنتجات الصينية المصنّعة في المغرب، مثل عجلات الألمنيوم، في محاولة للحد من التوسع الصيني داخل أسواقه.