الصحافة _ كندا
بين مفترق التحالفات ومخاض التجديد السياسي، تدخل الأقاليم الجنوبية مرحلة دقيقة من الترتيبات الانتخابية، ستؤثر بشكل مباشر في معادلة انتخابات 2026، التي يُرتقب أن تُفرز قيادة “حكومة المونديال” المقبلة. وفي قلب هذا الحراك، يواجه حزب الأصالة والمعاصرة تحديات غير مسبوقة، وسط تسريبات عن تفكك مرتقب داخل قواعده الصحراوية، وتحركات وازنة لقيادات تفكر في تغيير اللون الحزبي.
مصدر سياسي بارز من جهة الداخلة – وادي الذهب، عن “اللحظة الفاصلة” التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكداً أن الحزب مهدد بفقدان موقعه الاستراتيجي في الجنوب إن لم يُبادر إلى استعادة بريقه السياسي وقدرته على التأطير والوساطة. وذكّر المتحدث بالدور الطلائعي الذي لعبه “البام” في طرح أوراق كبرى كالنموذج التنموي للأقاليم الصحراوية ومقاربة الجهوية الموسعة، معتبراً أن له امتداداً اجتماعياً وتاريخياً في هذه الربوع لا ينبغي التفريط فيه.
ويبدو أن هذا الرهان لا ينفي صعوبات راهنة، أبرزها ما يُتداول حول قرب مغادرة محمد سالم الجماني، أحد أبرز أعيان العيون، إلى حزب الحركة الشعبية، وهي خطوة من شأنها أن تُضعف حضور “الجرار” في قلب الصحراء، خصوصاً في بوجدور، التي لن تقدر وحدها على تعويض الفراغ. وتبرز في المقابل مناطق مقاومة، مثل جهة كلميم وادنون، حيث ما يزال رشيد التامك يحافظ على نفوذ محلي قادر على تليين الخريطة الانتخابية لصالح الحزب.
وتُجمع مصادر متقاطعة على أن تفعيل ورش الحكم الذاتي، في سياق الدينامية الدولية الراهنة، سيتطلب أحزاباً جاهزة لإنتاج نخب صحراوية مؤهلة، قادرة على لعب أدوار الوساطة التنموية والدبلوماسية في الآن ذاته. وهنا، يطرح حزب الأصالة والمعاصرة نفسه كفاعل مركزي إذا ما نجح في إعادة ترتيب بيته الداخلي وإعادة بناء الجسور مع العائلات السياسية الصحراوية التي فقدها في السنوات الأخيرة.