الصحافة _ كندا
شهدت العلاقات التجارية بين المغرب والصين نقلة نوعية، حيث أصبح المغرب الشريك التجاري الأول للصين في قطاع استيراد الشاي. بإجمالي واردات بلغ 2.43 مليار دولار أمريكي، وكمية تجاوزت 80,600 طن، يعكس هذا الرقم تحول المغرب من مجرد مستهلك إلى لاعب محوري في سلسلة القيمة المرتبطة بالشاي الصيني.
رحلة الشاي الصيني إلى السوق المغربي ليست بسيطة، بل تمر بمراحل دقيقة تضمن تلبية المعايير الصارمة للجودة. يتم استيراد الشاي الخام من مقاطعات صينية شهيرة مثل “UB”، “Zjang”، و”Xanjang”، ويخضع لاختبارات الجودة في مختبرات محلية. بعد ذلك، يتم تنظيفه ومعالجته وتعبئته بعناية تحت علامات تجارية متعددة. الشاي الذي يتم تخزينه بعناية، يوزع لاحقاً على الأسواق المحلية، ليجد طريقه أيضاً إلى الأسواق الأفريقية مثل مالي والسنغال، التي تعتبر من أكبر مستهلكي الشاي في القارة.
بفضل مبادرة الحزام والطريق الصينية، ازدادت مرونة حركة التجارة بين البلدين، مما قلّل من تكاليف النقل وسرّع عمليات التوريد. كما دفع الطلب المتزايد على الشاي الشركات الصينية إلى الاستثمار في مصانع محلية، خاصة في طنجة، لدعم السوق المغربي وتعزيز الصادرات إلى أفريقيا.
الشاي الأخضر الصيني ليس مجرد منتج في المغرب، بل هو جزء أصيل من الهوية المغربية، ورمز للضيافة والثقافة المحلية. يحتل مكانة خاصة في حياة المغاربة اليومية، حيث يُقدم في مختلف المناسبات الاجتماعية، مما جعل تزايد الاعتماد عليه يعزز الروابط بين الشعبين.
تطور العلاقات التجارية بين المغرب والصين في قطاع الشاي يعكس تحولاً استراتيجياً يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة، ويبرز كيف يمكن لشراكات تجارية مدروسة أن تُسهم في إثراء الأسواق المحلية وتوطيد العلاقات الدولية.