الشارع الجزائري.. “المخابرات إرهابية، تسقط العصابة العسكرية”

18 يوليو 2021
الشارع الجزائري.. “المخابرات إرهابية، تسقط العصابة العسكرية”

بقلم: محمد بوبكري

من المعلوم أن حكام الجزائر قد انزعجوا كثيرا من الشعارات التي رفعها الحراك الشعبي السلمي، لأنها كانت تضربهم في العمق، حيث ترسم صورتهم التي ينكرونها، وتعري حقيقتهم التي يرفضون الاعتراف بها… ومن بين هذه الشعارات المزعجة جدا للجنرالات نجد شعار” المخابرات إرهابية، تسقط العصابة العسكرية”… لكن، هل هذا الشعار يكشف حقيقة ممارسات المخابرات، التابعة فعليا لجنرالات الجزائر؟
إن المعطيات المعتمدة في هذه الورقة القصيرة مستقاة من خبراء جزائريين يستمدونها من مصادر من داخل أجهزة المخابرات الجزائرية، ومن شهادات جزائريين سبق أن تعرضوا للاختطاف من قبل المخابرات الجزائرية، التي عنفتهم وأهانتهم ونكلت بهم وعذبتهم، وحجزتهم لمدة طويلة في ثكناتها، أي في ” مركز عنتر” الذي سماه الناشط الإعلامي الجزائري ” أمير د. ز.” بـ “مركز عبلة”.
هكذا، فعندما يؤمر ضباط المخابرات الجزائرية بالقبض على شخص معين، فإنهم يشكلون مجموعة من الضباط قادرين على توقيفه والتحكم فيه، ويركبون سيارة مدنية، ويذهبون إلى المكان الذي يوجد فيه الشخص المطلوب في الوقت الملائم لهذه العملية، حيث قد يعترضون طريقه، أو يقتحمون عليه منزله، أو مقر عمله. وبعد إلقاء القبض عليه، يعقلون معصميه، ويقودونه بالقوة إلى سيارتهم، ثم يسقطونه أرضا داخلها، ويضعون كيسا سميكا على رأسه، بحيث يغطون عينيه، فلا يستطيع مشاهدة وجوههم. هكذا فإنهم يختطفونه دون أن يعرف هويتهم. لذلك، فإن هذا الاختطاف يشكل، في حد ذاته، عملا إرهابيا، كما أن الإرهابي لا يخبر ضحاياه بهويتهم. وبعد أخذه إلى سيارتهم وإسقاطه على أرضها، يضع أفراد هذه المخابرات أرجلهم فوقه، ويشرعون في توجيه وابل من السباب والشتم له، ويعرضونه للضرب واللكم والرفس والخبط…وعندما يصلون به إلى ثكنتهم، فإنهم لا يتوقفون عن اقتياده من قاعة إلى أخرى. وعندما ينزعون الكيس عن رأسه، يجد نفسه بين أربعة جدران، ويدخل عليه عدد من ضباط المخابرات يدخنون المخدرات بغية جعله يعتقد أنهم فاقدون للوعي، وفي إمكانهم أن يفعلوا به وفيه أي شيء، وآنذاك، يسبح به خياله في كل سيناريوهات التعذيب التي يمكن أن يمارسوها عليه، وهم فاقدون لوعيهم. وبعد ضربه ضربا مبرحا، وممارسة شتى أنواع التعذيب عليه، يأمرونه بالوقوف، وبأن يولي وجهه نحو الجدار، ولا يدير وجهه إليهم، فيصرخون: “انزع سروالك”، وإذا تردد في تنفيذ أمرهم هذا، عذبوه بقساوة. ويعني هذا أنهم يريدون اغتصابه، حيث لا يترددون في ارتكاب ذلك، لأنهم يسعون إلى إهانته وتحطيمه نفسيا، وجعله يحس بندم كبير على انخراطه في معارضة نظام العسكر… وهذه أعلى درجات الإرهاب.
علاوة على ذلك، عندما يرفض أحد ضحاياهم الإجابة على أسئلتهم التي لا علاقة له بها، فإنهم يلجؤون إلى وخزه بسكين في أي منطقة من جسده، وقد يقومون بإطفاء أعقاب سجائرهم في وجهه، أو ذراعه، أو فخذه. ومن الأكيد أن هذه الممارسات تكشف عن مرض أفراد المخابرات وفاشيتهم، حيث إن الفاشية مرض خطير يدفع المصاب به إلى استعمال أقسى أنواع العنف على خصومه، سعيا إلى الفتك بهم، وهذه الأساليب في تعذيب الخصوم السياسيين هي جرائم نكراء يدينها الضمير الإنساني.
ويؤكد خبراء جزائريون أن الجنرالات الذين يديرون المخابرات وأسيادهم يعانون من أمراض نفسية كثيرة، أصابتهم بوباء الفاشية ثقافة وسلوكا، حيث يقدمون على تعذيب البشر وقتلهم دون أي إحساس بأي مرارة، بل إنهم يتلذذون بذلك. أضف إلى ذلك أنهم لا يوظفون في صفوف المخابرات إلا أشخاصا يشبهونهم في عنفهم وضراوتهم ونزعتهم الفاشية، حيث إن تلك هي المقاييس التي يعتقد الجنرالات أنها من مقتضيات العمل المخابراتي في جزائر اليوم…
وجدير بالذكر أنه سبق لرجال المخابرات الجزائرية أن اغتصبوا جنسيا “وليد نقيش” وآخرين كبارا وقاصرين، ما أحدث، في حينه، ردود فعل محلية ودولية منددة بهذه الممارسات البشعة، التي تدينها جميع منظومات حقوق الإنسان الدولية.
لقد استهل الجنرالات ومخابراتهم ممارسة الإرهاب على الشعب الجزائري بنهب أمواله، ما أدى إلى تجويعه، وتجهيله، واستفحال البطالة في صفوفه. لذلك، أليس النهب والتجويع والتجهيل إرهابا؟ ألا يشكل حرمان هذا الشعب من منظومة صحية ملائمة إرهابا؟ ألم يترك الجنرالات الشعب الجزائري فريسة لوباء”كوفيد “19 وأمراض عديدة أخرى تفتك به؟ ألا يشكل حرمان البلاد من تنمية فعلية إعداما للبلاد والعباد حالا واستقبالا؟، ألا يعد تجهيل الإنسان إعداما له ولمستقبله، وللمجتمع في آن واحد؟ ألا يشكل كل ذلك إرهابا؟ ألا يعدم ذلك مستقبل البلاد والعباد؟ ألن يتسبب ذلك في إخراج الشعب والبلاد الجزائريين من التاريخ، ويحكم عليهما بالفناء؟ ألا يعد كل ذلك إرهابا؟ هكذا، فإذا كان الإرهاب مضادا للحياة، فإنه إعدام للإنسان والمجتمع والطبيعة، ما يفيد أن سياسة الجنرالات هي إعدام للشعب وللوطن معا، ووأد لمستقبلهما. فضلا عن ذلك، الا يعد تهميش نظام الجنرالات لكل من منطقة القبايل” و”ورقلة” وكل مناطق الجنوب الجزائري إرهابا؟ ألا يشكل رمي الجنرالات لحركتي “الماك” و”رشاد” بالإرهاب ممارسة إرهابية؟
تبعا لذلك، فإن العصابة العسكرية ومخابراتها هما إرهابيتان…

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق