الصحافة _ كندا
تتزايد مؤشرات التفكك داخل حزب الحركة الشعبية، وسط تصاعد الاستقالات، واحتدام الصراعات التنظيمية، وتكاثر المفاوضات الخلفية مع خصوم انتخابيين، في مشهد بات ينذر بانفجار داخلي وشيك يهدد بقاء “السنبلة” ضمن الخارطة الحزبية المقبلة.
مصادر مطلعة كشفت أن إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، دخل فعليًا في مفاوضات سرية مع حزب الاستقلال، في خطوة اعتُبرت تمهيدًا للانفصال عن قيادة محمد أوزين، بعد شهور من القطيعة غير المعلنة بين الطرفين. السنتيسي، أحد أبرز الوجوه الحركية بمدينة سلا، أصبح رمزًا للتيار الغاضب من طريقة توزيع التزكيات ومركزة القرار داخل المكتب السياسي.
محاولات الأمين العام لاحتواء الأزمة قادته إلى إقالات وتعيينات في عدد من الجهات، شملت أبرزها اشتوكة آيت باها، فيما وصف مراقبون الخطوة بأنها “تطهير انتخابي” هدفه ضمان ولاءات محسوبة مع اقتراب محطة التزكيات.
ورغم هذا التحرك، تتوسع دائرة التذمر في صفوف منتخبين وبرلمانيين يجدون أنفسهم مهمشين خارج دوائر القرار، في وقت تتسابق فيه أحزاب وازنة كالتجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة على استقطابهم، مستغلين هشاشة الوضع الداخلي للحركة.
وفي محاولة للظهور بمظهر القائد الممسك بزمام الأمور، نظم أوزين مهرجانًا خطابياً بالرباط الشهر الماضي، دعا فيه إلى الوحدة والانضباط، غير أن الحضور الضعيف وغياب عدد من الوجوه البارزة بعث برسائل عكسية، أكدت حالة الشرخ التي يعاني منها التنظيم.
وفي ظل هذه الانشقاقات، تطرح قواعد الحركة الشعبية السؤال الأهم: هل يستطيع أوزين ترميم البيت الداخلي قبل انتخابات 2026، أم أن انفجار السنبلة أصبح مسألة وقت لا أكثر، في سياق سياسي يشهد إعادة رسم التحالفات وتحضيراً صاخباً لـ”مونديال 2026 السياسي”؟