الصحافة _ الرباط
شنٌَ خالد السفياني، المنسق العام لـ”المؤتمر القومي الإسلامي”، هجوماً عنيفاً وغير مسبوقاً على ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بسبب تصريحاته التي أدلى بها بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء الماضي، والتي قال فيها إنّ المغاربة “يجب ألا يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم”.
واعتبر خالد السفياني أن تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج: “إهانة للشعب المغربي المجمع بكل مكوناته وأحزابه ومنظماته، على التصدي لما يُسمّى بصفقة العار، والانخراط في معركة تحرير فلسطين، كل فلسطين، والقدس، كل القدس، لا شرقية ولا غربية”، مطالباً إياه بتقديم اعتذار.
وقال المنسق العام لـ”المؤتمر القومي الإسلامي”: “إذا كان ناصر بوريطة لا يريد أن يكون مدافعاً عن القضية الفلسطينية، فنحن فلسطينيون، والمغرب يتحمل مسؤولية جسيمة بصفته رئيس لجنة القدس”.
وتابع: “من صرّح على هواه ولم يكن وفيّاً للموقف الرسمي والشعبي المغربي، عليه أن يراجع حساباته، وأن يتراجع عن موقفه، فنحن لا نتوسل أحداً، بل ننطلق من الثوابت، ومن يُخل بها فهو ساقط”.
وأشار إلى أنّ الرسائل الملكية السابقة بشأن موقف المغرب من القضية الفلسطينية، وكذلك ما عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، تجعل موقف وزير الخارجية المغربي “معزولاً”.
وخرج رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، يوم أمس السبت، ليؤكد أن موقف حكومته مما يعرف بـ “صفقة القرن” ينطلق من ثوابت المملكة، ملكاً وحكومةً وشعباً، في تعاملها مع القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه، وفي مقدمتها إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ورفض كل محاولات تهويد القدس، والاعتداء على الحرم القدسي والمسجد الأقصى.
وقال العثماني، في خروج إعلامي لافت عبر وكالة الأنباء الرسمية، إن “هذا الموقف هو الذي تتبناه الدبلوماسية المغربية، وعبّر عنه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة القاطنين بالخارج، وأكدته المملكة في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية، والاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي”.
وبحسب رئيس الحكومة، فإن هذا الموقف “يتماشى مع قرار جامعة الدول العربية التي سجلت موقفاً إيجابياً في آخر اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية برفض “صفقة القرن”، وبالتأكيد على الثوابت الفلسطينية وبدعم الشعب الفلسطيني”، مذكراً بأن هذا الموقف المغربي “حظي بكل التقدير من الجانب الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته”.
وخلص العثماني إلى أن “كل شيء غير هذا هو مزايدة مرفوضة، وتأويل خاطئ، وفهم مغلوط، لذا وجب الحذر من التدليس، والكذب، وافتعال ضجة إعلامية للتشويش على الموقف المغربي الواضح والثابت”.