الصحافة _ بقلم: رشيد لبكر
– الملاحظة الثانية تتجلى في الحضور الملفت لاثنين من فرسان الدعوة ببلادنا. وهما الفقيه العالم سي سعيد الكملي والداعية الدكتور وحيد جيه…اللذان طالما تعرضا لحملات استهداف وتشويه في داخل البلاد وخارجها، رغم الأسلوب الخاص والمتميز لكل واحد منهما واللذان كانا السبب في احتفاء الناس بهما في كل بقاع الأمة الاسلامية، أسلوب لا يخرج في عمقه عن إجماع الأمة والقواعد السليمة للمذهب وسماحة الدين…دعوتهما إذن للحضور إذن، فيه تكريم لكل علماء المغرب واعتراف بمجهوداتهم، ضدا في كل من يستهدف التنقيص من قدر الفقهاء والتبخيس من قدرهم ومن الاحترام الواجب لهم…فالدولة مع الدعوة، اذا كانت دعوة وسطية، معتدلة، متوافقة مع تدين المغاربة البعيد عن المغالاة والتشدد والمترفع عن الخلفيات…وحضور الدين فيها قائم بقوام من يمثله.
– ترديد الحديث النبوي الشريف الوارد في الصحيحين ( البخاري ومسلم) : ” كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان….” كما جرت العادة بذلك في إحياء هذه الليلة من طرف ملوك المغرب ، رد كاف على جمهرة القرآنيين، الطاعنين في الصحيح والمنكرين للسنة وأحاديثها…وقد لاحظنا حرص الفقيه، مقدم الحديث أمام جلالة الملك، على تلاوته مصحوبا بمثنه كما جاء في الصحيح، للدلالة على أن ما فيه هذا الكتاب، كلام موثق، موصول بسند الرجال الثقاة الى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وليس فتل للكلام ولا اختلاق لروايات كما يريد البعض ان يوهمنا..وإن احتفاء جلالته بهذا الحديث، والحرص على التذكير بمصدره، وهو صحيح البخاري، يجعل كلام هؤلاء الناعقين ذرة من رماد وصيحة في واد…
– حضور جلالة الملك هذا الحفل وإقامة شعيرة الصلاة جالسا، رسالة الى الذين حاولوا استغلال مرض جلالته في الترويج للإشاعات والاختلاقات، لذلك فحضوره الشخصي خلال هذه الليلة، فيه طمأنة للمواطنين اولا على صحة جلالته، ودحضا للأكاذيب، وتأكيد من جلالته، على أنه في آخر المطاف إنسان قد يصيبه كل ما يصيب بني البشر من ابتلاءات، ولأنه أمير للمؤمنين فهو أول الراضين بقضاء الله، وبهذه الصفة السامية، التي تطوقه بالأمانة العظمى في حفظ البلاد والحرص على دوام استمرارها، فلن يجعل من مرضه، فرصة أمام المتربصين بالبلاد للتشويش على أمنها وزعزعة استقرارها ( أو هكذا يتوهمون). فالمغرب بلد المؤسسات والإستمرارية المشمول برعاية الله وعنايته.