الصحافة _ كندا
مع اقتراب موعد كأس إفريقيا للأمم 2025 الذي سيحتضنه المغرب وسط أجواء من التعبئة الوطنية والفخر الجماعي، برزت في الفضاء الرقمي حملة منظمة غير مسبوقة تستهدف صورة المملكة واستقرارها الرمزي.
فوفق تقارير تقنية موثوقة، تتعرض المنصات المغربية لهجوم سيبراني ناعم، تديره أكثر من مائة ألف حساب وهمي تعمل وفق أساليب “الذباب الإلكتروني” لبث روايات مضللة وتشويه الاستعدادات الجارية للحدث القاري.
تؤكد المصادر المتخصصة في الأمن السيبراني أن الأمر لا يتعلق بمبادرات معزولة أو تعبيرات عفوية، بل بحرب رقمية مهيكلة تُدار من خارج الحدود، ضمن استراتيجية أوسع لتقويض الثقة في المؤسسات المغربية، خاصة بعد النجاح الدبلوماسي الكبير الذي حققته المملكة على مستوى القارة الإفريقية.
هذه الحملات، وفق خبراء الإعلام، تحمل أبعاداً سياسية وجيوإستراتيجية واضحة، تقف وراءها أطراف منزعجة من تصاعد الدور المغربي قارياً ومن نجاحه في فرض نموذج استقرار وتنمية متفرد.
وتسعى هذه الجيوش الإلكترونية إلى التشكيك في جاهزية المغرب التنظيمية، عبر فبركة أخبار وتداول صور ومقاطع مزيفة تزعم وجود “ارتباك” في التحضيرات أو “اختلالات” في البنيات التحتية، في محاولة لإضعاف الثقة الشعبية والمؤسساتية. غير أن الوقائع الميدانية ترسم صورة مغايرة تماماً: أوراش مفتوحة، ملاعب حديثة، تعبئة مؤسساتية، وإجماع شعبي على إنجاح الحدث القاري.
ويرى محللون أن ما يتعرض له المغرب يدخل ضمن حروب الجيل الخامس، حيث لم تعد المواجهة بالسلاح التقليدي، بل عبر التحكم في المعلومة وتوجيه الرأي العام. فالنجاح المغربي في تنظيم التظاهرات الكبرى، واستعداده لاستضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، جعله هدفاً لحملات تضليل ممنهجة تروم ضرب رمزيته القارية.
لكن ما يُميز الحالة المغربية هو أن هذه الحروب الناعمة تفشل تباعاً أمام صلابة المؤسسات، وحيوية المجتمع المدني، وثقة الشعوب الإفريقية في قدرة المغرب على الوفاء بوعوده. فالمملكة التي اختارت طريق البناء والعمل الميداني، لا تُقاس نجاحاتها بتغريدة مضللة أو هاشتاغ عابر، بل بما تحققه من منجزات ملموسة على الأرض.
وهكذا، يبدو أن كأس إفريقيا 2025 لن تكون فقط تظاهرة رياضية، بل اختباراً جديداً لصلابة النموذج المغربي في مواجهة الحرب الرقمية، ورسالة إلى العالم مفادها أن المغرب لا يواجه الشائعات بالردود، بل بالإنجاز.