الدولة تواجه الفساد بالذكاء الاصطناعي وتطلق سلاحا رقميا غير مسبوق

14 ديسمبر 2025
الدولة تواجه الفساد بالذكاء الاصطناعي وتطلق سلاحا رقميا غير مسبوق

الصحافة _ كندا

في مواجهة الفساد الذي ظل لعقود أحد أعقد معيقات إصلاح الدولة وتطوير مؤسساتها، تتجه المملكة نحو اعتماد مقاربة تكنولوجية متقدمة توظف الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية في معركة النزاهة والشفافية. هذا التحول تقوده الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، التي وضعت الذكاء الاصطناعي في صلب استراتيجيتها الخماسية الممتدة بين 2025 و2030.

الاستراتيجية الجديدة ترسم مسارا واضحا لبناء منظومة وطنية حديثة للتبليغ عن الفساد، قائمة على الابتكار الرقمي، وتعزيز الثقة، وحماية فعالة للمبلغين، مع الانتقال من منطق المعالجة اللاحقة إلى منطق الاستباق والتحليل الذكي.

في هذا الإطار، تخطط الهيئة لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف مسارات عملها، بما يسمح برفع مستوى الكفاءة والشفافية، وتسريع معالجة الشكايات والملفات، ودعم اتخاذ القرار عبر تقارير تحليلية استشرافية مبنية على المعطيات. هذا المشروع بلغ نسبة إنجاز أولية خلال سنة 2025، على أن تتسارع وتيرته خلال السنوات اللاحقة إلى غاية اكتماله قبل نهاية العقد.

وفي موازاة ذلك، تعتزم الهيئة إطلاق منصة وطنية للابتكار المفتوح تحت اسم NazahaTech.ma، كفضاء رقمي يجمع الفاعلين العموميين والخواص والباحثين والمبتكرين، بهدف تطوير حلول رقمية جديدة تعزز النزاهة وتكافح الفساد من خلال التعاون وتبادل الأفكار. هذه المنصة ينتظر أن ترى النور ابتداء من سنة 2027.

كما يشمل التصور الاستراتيجي إحداث مختبر رقمي متخصص في تطوير وتجريب الحلول التكنولوجية لمكافحة الفساد تحت مسمى NazahaLab، يعتمد على شراكات مع مراكز البحث والابتكار، ويهدف إلى إنتاج أدوات رقمية عملية قابلة للاعتماد، إلى جانب تكوين فرق متخصصة في البحث والتطوير.

ولتشجيع الإبداع وتحفيز الكفاءات الوطنية، تستعد الهيئة لإطلاق جائزة وطنية سنوية تحت اسم NazahaInnov، مخصصة لاحتضان ودعم الحلول الرقمية المبتكرة في مجال النزاهة، مع برمجة استكمال هذا المشروع في أفق سنة 2027.

بهذه المقاربة، لا تراهن الدولة فقط على تحديث آليات محاربة الفساد، بل على إحداث قطيعة مع الأساليب التقليدية، والانتقال إلى نموذج ذكي يستبق الاختلالات، ويحول التكنولوجيا من أداة إدارية إلى رافعة حقيقية لحماية المال العام وترسيخ الثقة في المؤسسات.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق