الصحافة _ كندا
أنهت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات العمل بالقرار المشترك رقم 1993.23 الصادر في يوليوز 2023، القاضي بمنح إعانات مالية للفلاحين الراغبين في اقتناء بذور وشتائل الطماطم المستديرة والبصل والبطاطس. القرار الذي امتد على موسمين فلاحين متتاليين، وُضع له حدّ نهائي منذ 30 أبريل الماضي، حسب مراسلة رسمية بعث بها الوزير أحمد البواري إلى المديرين الجهويين للفلاحة، تُعلمهم بالتوقف عن استقبال ملفات طلبات الدعم.
ووفق ما كشفت عنه مصادر جريدة الصحافة الإلكترونية من داخل الوزارة، فإن القرار يأتي بعد “التدفق الهائل للطلبات” المقدمة في مختلف الشبابيك، ما استدعى، وفق المصدر ذاته، التمهيد لنشر قرار مشترك جديد ينهي العمل بنظام الإعانات الذي كان معمولا به طيلة سنتي 2023 و2024.
الإعانات التي وُصفت بالمهمة، وصلت إلى 70 ألف درهم للهكتار بالنسبة للطماطم داخل البيوت المغطاة، و40 ألف درهم للهكتار في الحقول، كما استفاد منتجو البطاطس من دعم بـ15 ألف درهم في حال استعمال البذور المعتمدة، و8000 درهم للبذور العادية. أما البصل، فقد حظي بدعم بلغ 5000 درهم للهكتار في حالة الشتائل المعتمدة، و4000 درهم للبذور العادية.
وأكد المصدر الوزاري أن هذا الدعم الظرفي مكّن من تجاوز إكراهات خطيرة شهدها الموسم الفلاحي في السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى وفرة الإنتاج الوطني من الخضروات الأساسية وتموين الأسواق بها، في ظل تغيرات مناخية حادة وظرفية اقتصادية خانقة.
وفيما يخص خلفيات إيقاف هذا الدعم، أوضح مصدر الصحافة الإلكترونية أن “السياق تغيّر جذرياً بين 2023 و2025”، حيث تراجعت أسعار البذور والمحروقات دولياً، وتحسنت مؤشرات الموارد المائية بفعل التساقطات الأخيرة، مما جعل الإعانات تفقد طابعها الاستعجالي.
وبينما يرى البعض في هذا القرار نهاية طبيعية لتدبير ظرفي، يرى آخرون أن “انجذاب مستثمرين من خارج القطاع للاستفادة من هذه الإعانات”، كما جاء في المعطيات المتوفرة، كشف عن هشاشة بعض جوانب المراقبة وفتح المجال لممارسات ربحية بعيدة عن منطق دعم الفلاح الحقيقي.
