الصحافة _ عبد المجيد بن اعزا
مختص في شؤون المنح والدراسة بالخارج
تعتبر دولة كندا التي تقع في أمريكا الشمالية، من أكبر دول العالم التي تحظى باهتمام كبير من قبل الطلبة الجامعيين من مختلف دول المعمور، والذين يريدون استكمال دراساتهم الجامعية في جامعات عالمية ومعاهد مصنفة ومرموقة، وتمنح لهم أثناء التخرج شهادات معترف بها دوليا، تخول لهم دخول سوق الشغل في أسرع وقت ممكن.
تستقبل كندا بشكل سنوي أزيد من 300 ألف طالب وطالبة دوليين، إلى جانب ألوف أخرى ترفض طلباتهم بسبب عدم توفرهم على الشروط المطلوبة، أو إخلالهم بإحدها، وتختلف الأسباب التي تدفع بالكثير من الطلبة الدوليين إلى تفضيل الجامعات الكندية على غيرها من الجامعات الأخرى، كل حسب اختيارات وظروف الطالب الأجنبي، وفي هذا المقال سنتحدث عن أبرز مميزات وإيجابيات الدراسة في دولة كندا، ولماذا يفضلها الطلاب رغم بعد المسافة وغلاء تذاكر الطيران؟.
جامعات مرموقة ومصنفة..
تعد الجامعات والمعاهد الكندية، سواء الحكومية أو التابعة للقطاع الخاص، أحد أفضل الجامعات في العالم بأسره، وذلك لما تمتاز به من جودة التعليم والمقررات الدراسية الممتازة التي تجمع بين التكوين العلمي والتكوين التطبيقي، الشيء الذي يخول للطلاب اكتساب خبرة وتجربة في مجال تخصصه حتى قبل التخرج وحصوله على الشهادة. وتحتل الجامعات الكندية مراتب متقدمة في التصنيف العالمي للجامعات، بحيث تتواجد أكثر من 30 جامعة كندية ضمن أفضل 800 جامعة عالمية، وهذا رقم كبير مقارنة مع باقي الدول الأخرى، علاوة على ذلك، تتواجد كندا ضمن أفضل 10 دول في جودة التعليم.
شهادات معترف بها عالميا..
كل من يحصل على شهادة مسلمة من إحدى الجامعات أو المعاهد الكندية، فإنه يمتلك حظوظ وافرة لدخول سوق الشغل في فترة زمنية قصيرة جدا، سواء داخل كندا أو خارجها، وذلك أن الشركات والمؤسسات تفضل الطلاب الذين تخرجوا وحصلوا على شهادة كندية معترف بها دوليا، وذلك راجع إلى علمها بجودة التعليم العالي الذي تلقاه الطالب في جامعته هناك، مثل جامعة واترلو وجامعة مونتريال، جامعة ألبرتا، وجامعتي كوينز وكالجاري…، بحيث أن هذه المراكز التعليمية الراقية لها سمعة جيدة وواسعة في مختلف دول العالم، نظرا لما تقدمه من تخصصات دراسية متطورة وحديثة تتفوق في بعض الأحيان حتى على المعايير الدولية.
الثنائية اللغوية..
من بين المميزات التي تجعل كذلك الطلاب يختارون كندا بغرض استكمال دراستهم الجامعية، هي التعددية اللغوية والثقافية في هذا البلد المتخلف والمتنوع، بحيث أنها تعتبر من البلدان القليلة في العالم، التي تملك ازدواجية لغوية، فيها مزج بين الثقافة الأنجلوفونية والفرنكوفونية، بحيث أن الطلاب الأجانب الذين ينحدرون من إفريقيا وشمالها بالخصوص، الذين هم في الغالب يتقنون اللغة الفرنسية، بإمكانهم الدراسة في الجامعات التي تقع داخل إقليم كيبيك الناطق بالفرنسية، أما الفئة الأخرى التي لا تتقن إلا اللغة الإنجليزية وحدها، فبإمكانهم أيضاً الدراسة في باقي الأقاليم الأخرى الناطقة بالإنجليزية. وهي فرصة لتعلم هاتين اللغتين معا، وهذه ميزة تنافسية قلما تجدها في دولة أخرى.
التنوع الثقافي والعرقي..
اشتهرت دولة كندا بأنها بلد المهاجرين بامتياز، بحيث تعتبر من أوائل الدول في العالم التي تستقبل بشكل سنوي الأعداد الكبرى من المهاجرين حول العالم، الشيء الذي جعل منها أحد أفضل الدول في التعايش والتسامح بين مختلف الشعوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والعرقية والفكرية…، ولذلك، فدولة كندا تعتبر مكان مناسب للتعرف على عادات وتقاليد شعوب المعمور، وهذه ميزة جيدة ومهمة في حياة الطالب الجامعي الأجنبي، الذي من المفروض أن يحتك بمختلف الثقافات والشعوب، حتى يكون عنده رصيد معرفي وثقافي أكبر يساعده في حياته اليومية، ويسهل عليه فرص الحصول على عمل قار.
الأمن والأمان..
معروف عن الشعب الكندي أنه شعب مسالم نوعا ما، مقارنة مع باقي الشعوب الأخرى، الأوروبية على سبيل المثال لا الحصر، وذلك نتيجة الأدوار الإيجابية التي تقوم بها الجاليات الأجنبية في هذا البلد المتنوع، خاصة العربية والإسلامية، الشيء الذي ساهم في تخفيف وتقليل نسبة خوف المواطن الكندي من الأجنبي بشكل عام، كما أن السلطات الكندية تعمل دائما على سن قوانين صارمة تحمي بها المهاجرين، مما قد يتعرضون له من العنصرية، علاوة على كون كندا إحدى الدول الغربية القليلة التي لا تنتشر فيها ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل كبير. وهذا يشجع الكثير من الطلاب الأجانب إلى تفضيل الجامعات الكندية على غيرها من الجامعات الأخرى.