الحقيقة الكاملة وراء وثيقة الدم المزيفة!.. حملة تضليل جزائرية تستهدف المملكة في قلب حروب المعلومات

23 يونيو 2025
الحقيقة الكاملة وراء وثيقة الدم المزيفة!.. حملة تضليل جزائرية تستهدف المملكة في قلب حروب المعلومات

الصحافة _ كندا

في زمن تنتشر فيه الإشاعات كالنار في الهشيم، ظهرت على منصات التواصل الاجتماعي “وثيقة” نُسبت زيفًا إلى السلطات المغربية، تزعم مقتل ضباط من الجيش المغربي في غارة إيرانية على قاعدة عسكرية إسرائيلية. لكن تحليلًا دقيقًا للمحتوى وسياق النشر يكشف أن الأمر لا يعدو كونه حلقة جديدة من مسلسل التضليل الممنهج الذي يستهدف المغرب، ضمن حرب معلوماتية باتت أدواتها تتخذ من الأخبار الكاذبة وقودًا لتأجيج الرأي العام.

الوثيقة المزعومة ظهرت أولًا على حساب مجهول وغير موثق في منصة “إكس”، يُدعى @algatedz، معروف بعلاقاته مع أوساط إعلامية جزائرية وبنشره لمحتوى عدائي تجاه المغرب. الحساب نفسه سبق أن روّج لمعلومات مغلوطة حول الشأن المغربي، مما يضعه في خانة الجهات المشبوهة التي توظف الأخبار المفبركة لأغراض دعائية واضحة.

ومن خلال قراءة تحليلية للوثيقة، يتضح سريعًا أنها مفبركة، بدءًا من اعتمادها عبارة “SECRET” بالإنجليزية، في حين أن الوثائق المغربية الرسمية تُصنف باللغة الفرنسية. كما أن النص يتضمن مزيجًا لغويًا غير منسجم بين العربية والفرنسية والإنجليزية، دون توقيعات أو أختام رسمية أو أرقام مرجعية، ما يطيح بأي مصداقية لها.

الأسماء المذكورة في الوثيقة – مهدي جانور، جمال الإدريسي، نور الدين التازي – لا وجود لها في أي سجل رسمي أو إعلامي. كما أن القاعدة العسكرية التي تُدعى “Meron”، لم يتم ذكرها من طرف أي مصدر إسرائيلي، رسمي أو إعلامي. الغياب التام لتغطية هذه “الحادثة” في وسائل الإعلام الدولية، بما فيها رويترز، فرانس برس، أو حتى الجيش الإسرائيلي، يؤكد أنها رواية مختلقة بالكامل.

وعلى المستوى الواقعي، لا يوجد أي إعلان عن وجود عسكري مغربي في إسرائيل، علمًا أن العلاقات بين البلدين تقتصر على التنسيق الدبلوماسي ومكتب الاتصال. أي مشاركة عسكرية مغربية في الخارج، خصوصًا في سياق حساس كهذا، كانت لتُحدث ضجة واسعة محليًا ودوليًا، وهو ما لم يحصل إطلاقًا.

ما جرى هو مثال صارخ على حرب معلومات تُخاض ضد المغرب في الفضاء الرقمي، باستخدام أدوات التضليل والاصطياد في المياه العكرة. فاختلاق وثيقة من هذا النوع، وفي هذا التوقيت الحرج، يعكس محاولات حثيثة لخلق البلبلة واستهداف صورة المؤسسات الوطنية.

الرد على هذه الحملات لا يجب أن يقتصر على التكذيب، بل يتطلب تعزيز قدرات المغرب في الرصد الرقمي والدبلوماسية الإعلامية، وتحقيق وعي جماهيري بخطورة الأخبار المزيفة. ففي معارك الحاضر، لم تعد الجيوش وحدها من يقرر موازين القوى، بل أصبحت “الحقيقة” هي الجبهة الأولى التي يجب حمايتها.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص المحتوى والإعلانات، وذلك لتوفير ميزات الشبكات الاجتماعية وتحليل الزيارات الواردة إلينا. إضافةً إلى ذلك، فنحن نشارك المعلومات حول استخدامك لموقعنا مع شركائنا من الشبكات الاجتماعية وشركاء الإعلانات وتحليل البيانات الذين يمكنهم إضافة هذه المعلومات إلى معلومات أخرى تقدمها لهم أو معلومات أخرى يحصلون عليها من استخدامك لخدماتهم.

اطّلع على التفاصيل اقرأ أكثر

موافق