الصحافة _ كندا
لم تجد قيادة حزب الحركة الشعبية حرجاً في تعيين البشير صاخي، رجل الأعمال الذي راكم الهزائم الحزبية، رئيساً للجنة التحضيرية لمؤتمر جهة الرباط-سلا-القنيطرة، في محاولة يائسة لإضفاء طابع “شبابي” على واجهة حزبية فقدت بريقها.
الاسم الجديد ـ القديم، الذي انتقل بين الأحزاب كما يُغيّر القفازات، دخل السياسة من بوابة حزب الاستقلال، حيث خاض انتخابات 2021 في دائرة الرباط شالة وفشل في اقتناص مقعد برلماني، في مواجهة كان نجل إدريس لشكر أحد خصومه، وكان شقيقه هو ممول الأخير في معركته الانتخابية. واليوم، يطل من نافذة “السنبلة”، كأن شيئاً لم يكن، وكأن فقدان البوصلة الحزبية صار مؤهلاً سياسياً.
هذا التعيين الذي جاء بحضور محمد أوزين وأعضاء سابقين مطرودين من الحزب الأصالة والمعاصرة، يضع علامات استفهام عريضة حول منطق الاختيارات داخل الحركة الشعبية، هل صار الحزب ملاذاً لكل من لفظته صناديق الاقتراع؟ وهل باتت المؤتمرات الجهوية فضاءً لتبييض الخيبات السياسية؟
المنتقدون يرون أن البشير صاخي لا يحمل مشروعاً سياسياً واضحاً، ولا يملك جذوراً نضالية داخل الحركة الشعبية، بل هو نموذج لـ”المرشح المناسباتي” الذي يتنقل بين الألوان الحزبية بحثاً عن التموقع، دون التزام حقيقي أو تصور استراتيجي.
وبينما يتحدث قادة الحركة الشعبية عن “دينامية جديدة” و”رهان على الشباب”، يكشف هذا التعيين حقيقة مغايرة، إعادة تدوير وجوه فشلت في نيل ثقة المواطنين، في وقت يعيش فيه الحزب أزمة هوية وتنظيم، ومأزقاً حقيقياً في تجديد نخبه من داخل صفوفه.
فهل يتحوّل المؤتمر الجهوي المقبل إلى محطة “موسمية” لتبرير الفشل وتلميع الأسماء، أم سيكون مناسبة لمساءلة منطق الزبونية والولاءات العمياء التي تنخر الجسم الحركي من الداخل؟