الصحافة _ كندا
كشف منتدى فورساتين، المتخصص في تتبع أوضاع مخيمات تندوف، عن واقعة صادمة هزّت الرأي العام داخل الأوساط الصحراوية، بعد تعرض راعٍ صحراوي لاعتداء وُصف بـ”الوحشي والمهين” من طرف دورية تابعة للجيش الجزائري، شرق ولاية الداخلة قرب منطقة عرق إگيدي، بينما كان يسقي إبله في مشهد اعتيادي تحول إلى مأساة إنسانية جديدة.
الاعتداء لم يقتصر على الضرب المبرح، بل شمل أيضًا إحراق خيمة الراعي ومستلزماته الشخصية، قبل أن يتم اقتياده إلى ثكنة عسكرية حيث أُجبر على الاتصال بأسرته للحضور ونقله من المكان، في إجراء وصفته عائلته بالإذلال العلني المقصود، وبأنه انتهاك صريح للكرامة الإنسانية التي يُفترض حمايتها، لا امتهانها.
وفي بيان شديد اللهجة، حمّلت عائلة الضحية، أهل جامع ولد عالي، الدولة الجزائرية المسؤولية الكاملة عن الحادث، قانونيًا وأخلاقيًا، مشيرة إلى أن ما جرى يُجسد سياسة قمعية ممنهجة ضد سكان المخيمات، ويكشف عن حقيقة النظرة الأمنية التي تتعامل بها الجزائر مع الصحراويين، الذين لم يعودوا يُنظر إليهم كلاجئين، بل كعبء أمني ينبغي تطويقه وردعه.
البيان لم يوفّر قيادة البوليساريو من الاتهام، واعتبرها “كيانًا عاجزًا ومتواطئًا”، يُجيد الصمت حين يتعلق الأمر بكرامة من يدّعي تمثيلهم، ولا يحرك ساكنًا أمام الانتهاكات المتكررة التي تطال الرعاة وسكان المخيمات. العائلة لم تتردد في توجيه نداء مباشر إلى قيادة الرابوني: “إما الدفاع عن الصحراويين بكرامة، أو الرحيل وترك الساحة لمن يستحقها”.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الممارسات التي تفضح هشاشة الوضع الحقوقي داخل المخيمات، وتزيد من عزلة جبهة البوليساريو التي تواجه اليوم موجة متصاعدة من الغضب الشعبي والاحتجاجات الصامتة، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبل آلاف الصحراويين العالقين في جغرافيا القمع والتجاهل.