الجامعة الملكية لكرة القدم تطلق ورشًا رقميًا ضخمًا لتحديث بنيتها المعلوماتية

الصحافة _ كندا

شرعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تنزيل مرحلة جديدة من تحولها الرقمي، بإطلاق طلب عروض دولي يهم اقتناء وتركيب تجهيزات معلوماتية متطورة لفائدة بنياتها، بغلاف مالي تقديري يفوق 37,8 مليون درهم شاملة للرسوم، في خطوة تعكس توجهاً استراتيجياً نحو تحديث شامل للبنية التكنولوجية وتعزيز الأمن السيبراني.

وحسب المعطيات المرتبطة بطلب العروض، الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة بصفتها صاحب المشروع المنتدب، فقد جرى تقسيم المشروع إلى أربع حصص كبرى، تبلغ القيمة التقديرية للحصة الأولى أزيد من 13,3 مليون درهم، مقابل حوالي 4,6 ملايين درهم للحصة الثانية، وما يفوق 16,2 مليون درهم للحصة الثالثة، في حين ناهزت كلفة الحصة الرابعة 3,75 ملايين درهم، وجميعها مبالغ محتسبة مع الرسوم.

ويهم هذا المشروع تجهيز مباني الجامعة ومركب محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة، بما في ذلك مرافق الإقامة والفنادق، حيث تشمل الحصة الأولى تجهيزات الأنظمة والخوادم، والثانية معدات الشبكة، فيما تتعلق الحصة الثالثة بالأمن المعلوماتي، بينما خُصصت الحصة الرابعة لحلول تدبير الولوج إلى شبكة الإنترنت اللاسلكي.

ويأتي هذا الاستثمار في إطار مشروع متكامل تروم من خلاله الجامعة إحداث مركز بيانات حديث (Datacenter) عالي الأداء داخل مركب محمد السادس، قادر على استيعاب متطلبات التدبير الرقمي المتقدم، وضمان استمرارية الخدمات وحماية المعطيات الحساسة، خاصة في ظل تنامي التهديدات المرتبطة بالأمن السيبراني.

ويُظهر دفتر التحملات التقنية أن الجامعة تسعى إلى تجاوز محدودية البنية الحالية، التي تعتمد على تجهيزات متقادمة وغير متجانسة تعود لعدة مصنعين، من بينها معدات لم تعد تلبي متطلبات الأداء والأمن، مثل بعض مفاتيح Cisco وHP وUbiquiti، حيث تقرر تعويضها ضمن معمارية جديدة موحدة، مع الاحتفاظ بتجهيزات حديثة من نوع Huawei ودمجها ضمن المنظومة الجديدة.

ويرتكز المشروع على إرساء بنية معلوماتية متطورة تشمل منصة خوادم فائقة التقارب (HCI) مكونة من عنقود لا يقل عن ست عقد، تتيح مستويات عالية من التوفر والاستمرارية وقابلية التوسع دون توقف الخدمة، إلى جانب دعم التشفير، والنسخ المتماثل، والتدبير المركزي.

كما يتضمن المشروع توفير حلول تخزين متقدمة، من بينها تخزين كائني متوافق مع S3 بسعة تصل إلى 150 تيرابايت مع قابلية التوسع، إلى جانب حلول نسخ احتياطي واسترجاع متطورة قادرة على حماية الخوادم والتطبيقات الحيوية، والتصدي لهجمات الفدية، وضمان الاسترجاع الفوري للمعطيات.

ويشمل البرنامج أيضاً اقتناء معدات ربط شبكي عالية الأداء، مصنفة ضمن الشركات الرائدة عالمياً، قادرة على توفير سرعات نقل مرتفعة وزمن استجابة منخفض، فضلاً عن أنظمة أرشفة طويلة الأمد تعتمد على روبوتات نسخ احتياطي ذات سعة كبيرة قابلة للتوسيع إلى مستويات تفوق ألف تيرابايت.

ولا يقتصر المشروع على الجانب التقني فقط، بل يشمل مراحل متكاملة تبدأ بدراسة الوضع القائم، مروراً بتصميم المعمارية المستهدفة، ثم التركيب والاختبارات، وصولاً إلى ترحيل الأنظمة الحالية، والتكوين ونقل الخبرات لفائدة الأطر التقنية التابعة للجامعة.

ويعكس هذا الورش الرقمي الكبير طموح الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى مواكبة المعايير الدولية في الحكامة الرقمية، وتأمين بنيتها المعلوماتية، بما ينسجم مع موقعها المتقدم قارياً ودولياً، ومع الرهانات التنظيمية والتدبيرية المرتبطة بكرة القدم الوطنية خلال السنوات المقبلة.