الصحافة _ كندا
تعيش أروقة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على صفيح ساخن، مع اتساع رقعة الغضب وسط قواعده التنظيمية، احتجاجًا على سعي الكاتب الأول إدريس لشكر إلى الظفر بولاية رابعة، في خطوة تعتبرها شريحة واسعة من المناضلين “مصادرة للمستقبل الاتحادي وتكريسا للجمود القيادي”.
وتزامنا مع اقتراب عقد المؤتمر الوطني، تصاعدت الدعوات المطالبة بضرورة تجديد القيادة والانفتاح على أجيال اتحادية جديدة، إلى جانب عودة الوجوه والرموز التي ساهمت في إشعاع الحزب تاريخيا. وفي هذا السياق، برز “تيار الاتحاديات والاتحاديين” كمبادرة تصحيحية، تنادي بإعادة الروح النضالية للمشروع الاتحادي، وإنقاذ الحزب من “التحلل التنظيمي والتراجع السياسي”، وفق تعبير عدد من أعضائه.
التصعيد الأخير جاء مدعوما بأصوات قيادية سابقة داخل الاتحاد، أبرزها حسن نجمي، الذي وصف الوضع الراهن بـ”الانحراف المؤسسي”، قائلا إن “90 في المائة من الاتحاديات والاتحاديين أصبحوا خارج التنظيم، لأن ما يجري داخل الحزب لم يعد يشبهه”، مؤكدا أن ما يُخطط له هو “إعادة إنتاج حزب آخر بنفس الاسم لكن دون هوية أو عمق سياسي”.
من جهته، عبّر شقران أمام، النائب البرلماني السابق، عن خيبة أمل عميقة مما آلت إليه أوضاع الحزب، مشددا على أن الاتحاد في حاجة إلى وقفة تقييم شجاعة، تُحدد موقعه السياسي في المشهد الوطني وتُعيد ربطه بجذوره الجماهيرية، بعيدا عن منطق “الولاءات الشخصية والإغلاق التنظيمي”.
ويخشى مناضلو التيار التصحيحي من أن يتحول المؤتمر المقبل إلى محطة “تأبيد للقيادة الحالية”، بدل أن يكون لحظة تجديد تنظيمي وفكري يعيد لحزب الوردة مكانته كقوة يسارية فاعلة داخل المشهد السياسي المغربي.
وتؤكد هذه الدينامية التصحيحية أن مستقبل الاتحاد الاشتراكي لم يعد مرهونا فقط بقرارات القيادة، بل أصبح بيد قواعده ومناضليه الذين يطالبون، اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعودة الروح الاتحادية… أو الخروج إلى العلن لبناء بديل جديد يحمل نفس الرسالة، بقيم أكثر تجذرا، وبقيادة تحترم التاريخ وتتطلع للمستقبل.