الصحافة _ كندا
تعبّر إشادة أحمد ناصر الريسي، رئيس منظمة الإنتربول، خلال لقائه مع ممثلي وسائل الإعلام في مراكش، عن تقدير دولي متنامٍ للدور الأمني الذي يضطلع به المغرب داخل منظومة التعاون الشرطي العالمي.
ويعكس هذا الموقف رؤية واضحة داخل الدوائر المتخصصة، مفادها أن المملكة رسّخت لنفسها موقعاً مؤثراً في هندسة الأمن الدولي، استناداً إلى تراكم مؤسساتي وتنظيمي عزّز قدرة البلاد على مواجهة التهديدات المعقدة والعابرة للحدود.
هذا التقدير الخارجي يستند إلى تحولات بنيوية عرفها الجهاز الأمني المغربي، حيث تم اعتماد نموذج يرتكز على الدمج بين المهنية العالية، والتحليل الاستباقي، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة في خدمة الأمن الوطني والدولي.
وقد ساهمت هذه المنظومة في إنتاج معرفة أمنية ذات قيمة عملياتية، مكّنت من إحباط هجمات وتفكيك شبكات إجرامية وإرهابية في مناطق متعددة، وهو ما جعل الشركاء الدوليين يعتبرون المغرب قطباً أساسياً في حماية الاستقرار الإقليمي.
وتبرز مساهمة القيادة الأمنية التي يشرف عليها عبد اللطيف الحموشي ضمن هذا المسار، إذ أثمرت مقاربة تعتمد على الانضباط المؤسساتي، وتنظيم تدفق المعلومات، وتطوير الإنصات الاستخباراتي، وتوسيع شبكة التعاون مع الأجهزة النظيرة. هذه السمات جعلت المؤسسة الأمنية المغربية مرجعاً داخل الساحة الدولية، ومصدراً لثقة واسعة لدى المؤسسات المعنية بالأمن العالمي.
استضافة الدورة الـ93 للجمعية العامة للإنتربول تمنح مؤشراً إضافياً على هذه المكانة، لأنها تجسد اعترافاً دولياً بقدرة المغرب على إدارة ملفات أمنية معقدة وتوفير بيئة مهنية تحترم المقاييس الدولية.
كما تؤكد أن الرباط انتقلت من موقع التلقي إلى موقع المشاركة الفاعلة في صياغة منهجيات التعاون الشرطي، خصوصاً في ملفات الجريمة المنظمة والتهديد السيبراني والإرهاب.
وتدل المعطيات المتراكمة على أن المغرب بات صاحب رؤية أمنية تتجاوز حدود المواكبة التقنية نحو بناء نموذج مؤسساتي متماسك، يستند إلى تحديث مستمر، وإلى مقاربة تشاركية مع محيطه الإقليمي والدولي.
كما يؤشر هذا الاعتراف العالمي إلى أن المملكة أصبحت طرفاً فاعلاً في صياغة الحلول الأمنية الدولية، في زمن تتصاعد فيه التهديدات ويتزايد الطلب على الشركاء القادرين على توفير اليقظة والجاهزية.
إن قراءة هذه الإشادة في سياقها الاستراتيجي تكشف أن المغرب يسير بثبات نحو موقع متقدم داخل الخارطة الأمنية العالمية، وأن الأجهزة الوطنية، بقيادة الحموشي، نجحت في بناء نموذج تتقاطع فيه الكفاءة والنجاعة والانفتاح، بما يعزز صورة البلاد ويقوي حضورها داخل المؤسسات الدولية المختصة.













