بقلم: عبد المجيد مومر*
بِلاَ كَثْرَةِ لَفٍّ أَوْ دَوَرَانٍ ، دُونَ مُوارَبَةٍ تُثير مَوْجَةَ غَثَيَانٍ ، نَسْتَفْتِحُ الرسالةَ بِمَجازِ تِبْيَانٍ . كُنَّا و سَنَظلُّ الفَاضِحينَ لِثقافة النّعامَةِ، كُنْتُم و سَتَظلّونَ خُصومَ تَيَّارِ الحرية و الكرامَةِ .. كُنَّا و سَنَظَلُّ الصامِدينَ رغم مَكْرِ التَّضْليلِ و كَيْدِ الشَّمَّامَة ، كُنْتُم و سَتَظلونَ رِفاقَ السُّوءِ : سُوءِ الخُلُقِ السياسي و جَاهلِية الحَكامةِ.. كُنَّا و سَنَظَل الحَافِظِينَ لِوَصيَّة السي عبد الرحيم و هَاكُمُ الأسلوبَ عنوانُ العَلامَةِ ، كُنْتُم و سَتَظلونَ أَرْبابَ التَّسَوُّلِ السياسي بِرَصِيدِ الإتحاد التاريخي فَيَالَلخِزْي وَ العَارِ و يَالَلْنَّدامةِ !
فَلاَ تَحْسِبَنَّ ولاد الشعب غافِلينَ عَمَّا فَعَلْتَهُ و ما تَفْعلُه أيّها الحبيب المالكي ، لاَ تَحْسِبَنَّنَا مُتَغافِلينَ عن ” أَجَنْدَاتِكُم النَّاعِمَة ” الصَّامِتَّة السَّاعيَّة إلى الترويج لِثَقافةٍ سياسيةٍ مُتَطَرِّفَةٍ مُبْتَذَلَةٍ : إِيْنَعَم ؛ ثقافةُ المَلْسَاءِ التي تَغْمِسُ رَأْسَها في الرمال و تَتَناسَى ذيل سَوْءَتِهَا الظاهرةُ البَارِزَة.
أيها الحبيب المالكي ؛
هَا هِيَ مَطَالِبُ الإِسْتِمْسَاكِ بِالمَرْجِعِية الأخلاقية يَتِمُّ وَأْدُهَا تَحْتَ رمالِ السياسة المُتَحَرِّكَة ، حيث يعملُ الحبيب -الموصوف أعلاهُ- على ترجيح كفَّةِ المَصالِح بِمُنْطَلقَاتٍ إِنْتِهَازِيَّة وَ غاياتٍ إِلْترا-بْراغْماتِيَّة.
و هَا هِيَ النتيجة أصبحَت خَلَلاً خطيرًا في الممارسة الحزبية السياسة، حَيْثُ تَهِيمُ هذه الممارسة في وادِي نُكوصِها القِيمِي حَتَّى تَصِلَ إلى مَصَبِّ الخضوعِ التَّام لِتنَاقُضات ،” الكتلة التاريخية ” التي تجمع الحبيب المالكي بالفقيهِ سعد العثماني ضدا في تشريع قوانين الحريات الفردية ، ضدا في الحداثة و الديمقراطية الحقيقيَّة .
وَ لَعَلَّ الإِرْتِمَاءَ بين أَحْضانِ أُطُرُوحَةِ ” التَّحالُفِ غيرِ المُتحالِفِ” كانَ مَقْصدُهُ إِسْتِجْدَاءَ غَنيمةِ تجديدِ الرئاسة للحَبيبِ ، إلاَّ أَنَّهُ يكْشِفُ عن أبْشَعِ تَمَظْهُرَات التَّسَوُّلِ الذَّلِيلِ لأصواتِ الغُفْرانِ من داخل قُبَةِّ البرلمان.
هِيَ حَقًّا رئاسةُ الحبيبِ وهميةٌ ، و تَجِدُ تَوْصيفَها الحقيقي في تَرْكِيبِ هَذهِ الجُمْلَة : الإِسْتِمْنَاءُ السيَّاسي تحتَ غِطاءِ التَّحَالُفَاتِ الوَاهِيَّة معَ الإِنْبِطَاحِ التَّامِّ لِتَقَلُّبَاتِ أَصْوَاتِ ” الإِخْوَانِ المَانِحين “، وَ الخضوع الكَامِلِ لإِمْلاَءَاتِهم الرِّجْعِيَّة بِخَوفٍ شَدِيدٍ على ضَياعِ الغَنيمَةِ / رِئاسَة مجلس النواب.
أيّها الحبيبُ المالكي؛
لاَ يُسْعِدُني إِحَاطَتكُم عِلْمًا أنَّ الفارِقَ بينَكَ و بينَ الزمن الدستوري الجديد تجاوزَ مسافة ” السِّنينِ اللاَّضَوْئِيَّة “. و رغم ذلك لاَزِلْتَ عَرَّابًا لِنَهْجِ العَائِلُوقْرَاطِيَّة على ضِفَّةِ النَّقيض من قِيَمِ المدرسة البُوعْبِيدِية و الحداثة و الديمقراطية ، بَشكل يجعلُكَ أَنْتَ الرَّاعِي وَ المُمَوِّلُ الرَّسْمِي لِميليشْياتِ التَّشْتِيتِ الحزبي المُتَطَرِّفَة.
نَاهِيكَ على أَنَّكَ أَفْظَعُ العَقْلِيَّاتِ العَمِيقَة المُعِيقَة و الرَّافِضَة لإقرار الديمقراطية الداخلية، و أَنَّكَ المُعَرْقِلُ الحقيقي لإحداث تغيير حداثي إيجابي من داخل المؤسسات الحزبية.
أنتَ الحبيبُ و عَصَبِيَّتُكَ غيرُ محبوبَة، تعملُ في صَمْتٍ و تَبَسُّمٍ على توزيعِ عائدات الغنيمة ، و تَجْتَهِدُ -بِصَفَاقَةِ وَجْهٍ- من أجل ” التَّنمية المُسْتَدامَة” للصِّراعِ الحزبي الداخلي ، مع نشر الحقدِ و الكَراهيَّة و الإِقْتِيَّاتِ بِخِطَاباتٍ و أَسَاليبَ رِجْعِيَّةٍ وَ أنتَ تَرْتَدِي هِنْدَامَ ” مناضِل يساري حداثي ديمقراطي “.
و على دَأْبِ رَسَائِلِ ولاد الشعب سَنُعيدُ طَرْحِ الأسئلةِ الكُبْرى على الحبيب المالكي الذي اسْتَرْزَق الكثير من المناصب السَّامية باسمِ مدرسةِ الفقيد عبد الرحيم بوعبيد ، و تَنَكَّرَ -بِلاَ حَيَاءٍ أَوْ إِسْتِحْيَاءٍ- لمبادئ الفكرة اليسارية الإتحادية :
فَما هي إذن مرجعية أَخْلاقِكَ السياسية ؟! و كيف نشأَ تحالُف رئاسة مجلس النواب و لماذا فشلنافي تشريع الحريات الفردية ؟! بل ما هي شروط و معايير تأسيس هذه الكتلة المُتَخَلِّفَة عن المرجعية الحداثية ؟! وما هي القيم السياسية و المطالب الثقافية التي يدافع عنها هذا التحالف ؟!!!
الله يرحم السي عبد الرحيم بوعبيد فالسياسة دون أخلاق عبثٌ و تدليسٌ.
وَا بَّا لَحْبِيبْ عَرّابُ العَائلُوقْرَاطِيَّة :
إن فئات واسعة من الشباب المغربي تتطلع إلى وثبة جديدة غايتها الوصول إلى أداة حزبية تساهم في تَعْبيدِ السُبُلِ العقلانية لإحقاق التنمية الشاملة العادلة، و تساعد على تحصيل التقدم المعرفي و التطور التكنولوجي ، و تعمل بأنفاسٍ ديمقراطية حداثية من أجل المواطنة الكريمة بروح الوطنية المستمرة.
إلاَّ أنَّك يا عَرّاب العَائِلُوقْرَاطِيَّة تُحاول الالْتِفاف على قُوَّةِ الأشياء ، وَ تَتَناسَى أن الإِلْتِفافَ على قيم الديمقراطية الداخلية و أساليب الحَوْكَمَة الحزبية الرشيدة ( وضوح قيمي ، شفافية، ديمقراطية انتخابية، حريات … ) يزيد من تعميمِ الإجْمَاعِ على العزوف السياسي عند أغلبيةِ الشباب المغربي.
يا أيها الحبيب المالكي ؛
إن وْلاَدْ الشعب تَوَّاقُونَ إلى تحقيقِ تَقَدُّمٍ حِزْبِي ملموس نحو الحداثة السياسية ، بصيغة تَوافُقِيَّة تؤسس لديمقراطية تشاركية من داخل مؤسساتٍ حزبيةٍ تحترم الدستور المغربي، و تضمن حقوق التيارات الفكرية و تَمْثِليَتَهَا في الأجهزة التقريرية.
لأن هَيمَنةَ عائلاتٍ بِأَكْمَلِهَا على المنظومة الحزبية سَيَقودُ إلى انهيارِ عمليةِ التحَوُّل الديمقراطي.بالإضافة إلى استنزاف الجهود في معارك داخلية قائمة على تناقضات ثانوية ، و تَوْرِيطِ الشبابِ في صراعاتٍ جانِبيَّة و تَطاحُناتٍ داخليةٍ لا هدفَ لَهَا سوى توفيرِ الغِطَاءِ السياسي لِعائِلاتٍ حِزبيَّةٍ تُرِيدُ ضَمَانَ الهيْمنَةِ المُطْلَقَة على الأَداةِ التنْظِيمِيَّة، وَ تَرْمي إضفاءَ الشرعية و المشروعية على إنقلابِها المكشوف على أسس و ركائز الفكرة المذهبية لحزب الإتحاد الإشتراكي الذي أَضْحَى غَارِقًا فِي حكامة حزبية مُتَسلِّطة و ممارسة سياسية لَقيطَة لَنْ تُشكِّلاَ إلاَّ مَشْتَلاً لاسْتِنْباتِ كل أشكالِ اليأسِ و العَدَمِيَّة وَ التَّطَرُّفِ وَ الإِرْهَابِ في صفوف الشباب المغربي .
و على أنغام المُشْتَرَكِ الثقافي الوَطَنِي نُوَدِّعُ الحبيب المالكي بكلمات الأغنية الشعبية المغربية : بِيبْ بِيبْ .. وَ الله يْجِيبْ .. أَ بَّا لَحْبِيبْ ؟!
*عبد المجيد مومر الزيراوي: رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الاتحاد الاشتراكي.